جاء ذلك وفق ما ذكره المرصد السوري، الاثنين، الذي أكد أن هذه الخروقات هي الأولى منذ بدء تطبيقها بتوافق مصري- روسي، في الثالث من الشهر الجاري.
من جهتها، استهدفت فصائل المعارضة مناطق سيطرة قوات النظام في قرية تسنين، فيما شهد ليل الخميس الماضي خروقات تمثلت باستهداف قوات النظام برشاشاتها الثقيلة، أماكن في منطقة الطيبة الواقعة في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع قصفها مناطق في قرية غرناطة في الريف ذاته.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من أن يكون الاتفاق في الريف الشمالي لحمص، شبيها باتفاق الغوطة الشرقية، الذي بدأ في الـ 22 من تموز/ يوليو الماضي، ولم يصمد في وجه الخروقات التي بدأتها قوات النظام وتستمر بشكل يومي، واستهدفت المدنيين.
قوات النظام تقصف جبال اللاذقية وبادية ريف دمشق
وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، تعرضت مناطق في جبل التركمان لقصف من قوات النظام، دون أنباء عن خسائر بشرية.
وقصفت طائرات النظام أيضا، مناطق في ريف دمشق الجنوبي الشرقي على الحدود الإدارية مع ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وشهدت بادية ريف دمشق منذ الأحد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وبين فصائل معارضة من مقاتلي جيش أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو من جهة أخرى، تمكنت خلالها قوات النظام من تحقيق تقدم في مواقع كانت الفصائل تسيطر عليها.
اشتباكات في ريف حماة الشرقي
في الوقت ذاته، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وبين تنظيم الدولة من جهة أخرى، في محور قرية مارينا جنوب شرق منطقة أثريا في ريف حماة الشرقي.
وبحسب المرصد السوري، فقد ترافقت الاشتباكات التي بدأتها قوات النظام مع قصف مكثف من الأخير على محاور القتال، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على المنطقة، ومعلومات عن مقتل وجرح عناصر من الطرفين.
مؤتمر ثان للمعارضة في الرياض
سياسيا، أعلنت مواقع تابعة للمعارضة السورية، إجراء “الهيئة العليا للمفاوضات” تحضيرات لعقد مؤتمر ثان لها في الرياض.
وأعلنت الهيئة في بيان اطلعت عليه “عربي21“، أنها شكلت لجنة خاصة للتحضير لهذا اللقاء.
وقالت إن هدفها من المؤتمر يأتي من “أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قاعدة بيان الرياض مرجعية أساسية للهيئة في المفاوضات من أجل عملية الانتقال السياسي”.
وبحسب ما تناولته مواقع معارضة، الاثنين، فإن الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري تهدف إلى توحيد “وفد المعارضة”، بحيث لا يقتصر على “الهيئة العليا” فقط، وإنما يُضم إليه معارضون من منصتي القاهرة وموسكو، رغم أنهما تضمان شخصيات قريبة من روسيا ونظام الأسد، وذلك للوصول إلى وفد يشارك في المفاوضات حول العملية الانتقالية لسوريا.
ولم تحدد الهيئة عن وقتا معينا لبدء المؤتمر الجديد في الرياض.
حجاب: إسقاط نظام الأسد ضرورة لا خيار
وفي سياق متصل، علّق المنسق العام للهيئة رياض حجاب، حول الحديث عن مستقبل الأسد، لا سيما بعد تصريحات نسبت إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أفادت بموقف غير مسبوق للسعودية، يفيد بأن “الأسد باق”.
وقال حجاب عبر حسابه في “فيسبوك”، إن “إسقاط نظام بشار الأسد “ضرورة لا خيار”، وإن الهيئة العليا “ليست مخولة بالتنازل عن مطالب الشعب”.
وأضاف أن “على العالم أن يدرك أنّ ما يجري في سوريا ليس صراعا على سلطة، بل ثورة شعب بوجه الاستبداد”.
تقرير حقوقي ينتقد التحالف الدولي
ونقلت مواقع معارضة عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، توثيقها لـ28 مجزرة في سوريا الشهر الماضي، متهمة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بأنه نفذ 14 مجزرة منها.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي اطلعت عليه “عربي21“، إن “قوات النظام ارتكبت 10 مجازر، واحتلت المرتبة الثانية بعد التحالف، بينما نفَّذت القوات الروسية ثلاث مجازر”، ونسب التقرير مجزرة واحدة إلى جهات مجهولة.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن حصيلة المجازر مقتل 264 شخصا، بينهم 106 أطفال و55 امرأة.
وقدرت نسبة النساء والأطفال بحوالي 61 في المئة من مجموع الضحايا.
استقالة مسؤولة بلجنة التحقيق الدولية في سوريا
وفي الشأن الحقوقي أيضا، قررت المدعية العامة السابقة المتخصصة في جرائم الحرب، كارلا ديل بونتي، الاستقالة مساء الأحد، من منصبها في لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة.
وأعلنت بونتي أسباب استقالتها، موضحة أن “اللجنة منذ تأسيسها لم تحصل على أي معلومة، وأنها أصبحت محبطة، لقد استسلمت، كتبت استقالتي وسأرسلها في الأيام المقبلة”.
وأضافت: “لم يعد بإمكاني أن أبقى في هذه اللجنة التي لا تفعل شيئا”.
واتهمت أعضاء مجلس الأمن “بعدم الرغبة في تحقيق العدالة”، وفق تعبيرها.
وشكّل مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، في آب/ أغسطس 2011، بعد بضعة أشهر على بدء النزاع السوري، فيما انضمت بونتي إلى اللجنة، في أيلول/ سبتمبر 2012.