46 ألف حساب لمنصاري تنظيم الدولة .. تستهدف شرائح الشباب الخليجي!
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
في دراسة مطولة نشرها معهد بروكينز للدراسات بينت أن مالا يقل عن 45 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يدعم أو يعود لأفراد تنظيم الدولة، كذلك ذكرت دراسات أخرى أنه في الثلاثة أشهر الماضية فقط نُشر ٣٢٧ مقطع يوتيوبي، و٣٧٣٦ منشور فيسبوكي، في حين أحصيت ٤٧,٣٦٧ تغريدة على موقع تويتر لها علاقة بالتنظيم، تحض على الالتحاق بصفوفه أو تمجد بانتصاراته.
هذا الجيش الالكتروني الضخم والذي يتجاوز عدداً بشرياً يمكن أن يتواجد في مؤسسة واحدة، بحسب دراسة بروكينز يعود إلى 12000 حساب على موقع تويتر في الغالب، تم إنشاء معظمها في عام 2014 (لا سيما في تشرين الثاني|سبتمبر). كما أن عددها يتزايد بسرعة فائقة، إذ تضاعف 3مرات بين عامي 2013 و2014 بالرغم من إغلاق تويتر لأكثر من ألفين منها في الأشهر الأخيرة.
ولانتشار التويتر أكثر من غيره بكثير من برامج التواصل الاجتماعي في أوساط الشباب الخليجي والسعودي خصوصاً، يعزو المراقبون اختيار الجهاز الاعلامي لتنظيم الدولةلهذه الواجهة دون غيرها، فالشباب السعودي أوسع شريحة مستهدفة من قبل التنظيم وهم يشكلون معظم بنية أفرادها مع التوانسة يليهم الأوربيون والمغاربة، لذلك يطلق البعض على تويتر “أداة التجنيد الأولى” لدى تنظيم الدولة.
وفي دراسة نشرتها مجلة «long war» المتخصصة بشؤون الحروب أن الجنسيات التي يغطيها تنظيم الدولة تأتي من أفريقيا وآسيا وأوروبا وصولًا إلى أمريكا، من تونس ومصر وليبيا والسعودية والأردن وسوريا وإيران وباكستان والشيشان وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. يشكل فيها السعوديون ما نسبته 65% وهي النسبة الأعلى، مع تربعهم على قائمة قتلى تنظيم الدولة كذلك بنسبة 44% بحسب ذات المجلة.
ويضيف أرون زيلن خبير الجماعات الجهادية الأمريكي:”أهم تغريدات تنظيم الدولة هي التي تبث رسائل التنظيم، وعملياته العسكرية، وصور الفيديو، التي تنقل الحياة اليومية تحت نظام “الدولة الإسلامية”، مع وجود تغريدات أقل أهمية، تخص مستخدمين لهم ارتباط بالتنظيم وينشرون رسائله، ولكن ما لا نجده هو أدلة على تجنيد المقاتلين في صفوف التنظيم، فالتجنيد لا يتم علنا على تويتر، فأغلب هذه العمليات تتم على تطبيقات أخرى مثل كيك واتس اب وسكايب، التي توفر التواصل وجها لوجه، أما يفعلونه على تويتر فالهدف منه استقطاب الناس“.
لكن كل ما سبق يؤكد أمور عدة، منها أن لتنظيم الدولة فرق اعلامية وتقنية
ونفسية متخصصة وخبراء في الخطاب الإعلامي والتصوير والمونتاج والإخراج، وكل متطلبات الإغراء والاستقطاب والجذب. ويؤكد أيضاً أنّ طريقة الحربّ التي تتنهجها الجماعات المقاتلة في سوريا أو الدول التي تزعم محاربة التنظيم غير مجدية، فطالما بقيت خطوط الإمداد البشري والفكري مفتوحة فلن تتمكن الدرونز الأمريكية من إحداث فروق كبيرة على الأرض، بل سيزيد من قوة وتماسك التدفق البشري للتنظيم، الأمر الذي يجزم كثير من المحللين بأن الإدارة الأمريكية وغيرها تدركه تماماً.