قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إن مقاطع مصورة تُظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفَّذتها ما تعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” بحق المدنيين، من خلال تحقيقات أجريت بحق أشخاص تم تعذيبهم وقتلهم.
جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة اليوم، جاء فيه أنه “منذ بداية 2016 رصدت تصاعداً ملحوظاً في شدة أساليب التَّعذيب، وارتفاع حصيلة ضحايا على يد قوات سوريا الديمقراطية، حملَ البعض منها صبغة عرقية”.
ولفتت إلى أنه “انتشرت مؤخراً عبر شبكة الإنترنت مقاطع مصورة يظهر فيها عناصر مسلحة يُشير زيُّهم، ولهجتهم المحكية، ومحتوى الفيديوهات نفسها، وقرائن أخرى، إلى انتمائهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، وهم يُنفِّذون عمليات تعذيب وحشية لمحتجزين.. وتظهر فيها أيضاً عمليات قتل عبر إعدام مباشر دون أية مُحاكمة، والتُّهمة الدائمة هي الانتماء لتنظيم داعش”.
الشبكة أوردت تحقيقا لأحد هذه المقاطع، مبينة أنه “في 15 تموز/يوليو 2017، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصور يُظهر مجموعة من 3 أو 4 عناصر مسلحة تُطلق النار بشكل مباشر على شخص مكبَّل اليدين إلى جانبه جثتان”.
وأضافت “يظهر المقطع تناوبَ العناصر على إطلاق النار على الضحية، وتصويب عدة رصاصات، مُعظمها في الرأس، ويقول أحد العناصر المسلحة في الفيديو أن هذا هو مصير كل من يحارب حزب ي ب ك، ومصير كل من ينتمي لتنظيم داعش”.
إلا أن الشبكة أكدت أنها “استطاعت التَّعرف على الضحية وهو علي أحمد المحمد مواليد عام 1980 من قرية خس عجيل التابعة لناحية الكرامة بريف الرقة الشرقي، حيث تواصلت مع قريبه سامر، الذي أفادهم أن الضحية كان يعمل في لبنان منذ منتصف 2015 وفي آذار/مارس الماضي عاد إلى قريته، عبر الطائرة من مطار دمشق الدولي إلى مطار القامشلي”.
وأردفت أن “سامر أبلغهم بأنَّ مشادَّة كلامية حدثت بين علي وشخص مقرَّب من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، أدَّت إلى احتجازه عدة ساعات، وقد تكون هي السبب في تصفيته لاحقاً في 3 نيسان/أبريل الماضي كما ظهر في المقطع المصوَّر”.
كذلك أورت الشبكة في تقريرها حادثة أخرى، حيث قالت “في 21 تموز/يوليو الماضي، نُشِرَ مقطع فيديو يُصوِّره مسلح يتكلم اللغة الكردية، ويظهر في الفيديو رجل مُسن تبدو ثيابه مُلطَّخة بالدماء، استطعنا الَّتعرف عليه وهو أحمد زينو، البالغ من العمر 80 عاماً، كنَّا قد سجلناه في قائمة الضحايا في 24 حزيران/ يونيو الماضي، بعد تعرُّض منزله في حي الرميلة بمدينة الرقة لقنابل يدوية من قبل قوات سوريا الديمقراطية تسبَّبت في مقتل ابنه أسعد زينو بينما أُصيب هو، ثم تمّت تصفيته”.
وأوضحت أن “صورا تُظهره جريحاً؛ جراء طلق ناري في كتفه الأيمن، وبعد يومين من انتشار المقطع المصوَّر سجلوا اعتقال قوات سوريا الديمقراطية أحمد أسعد زينو، وهو حفيد أحمد زينو من منزله بالرغم من أنه يعاني من إصابة سابقة جراء قصف طيران التحالف الدولي لمدينة الرقة، ونعتقد أنَّ الاعتقال حصل نتيجة تسريب المقطع المصور”.
وشددت الشبكة في تقريرها أن “تصوير ثم نشر عمليات القتل والتعذيب بشكل عمدي مقصود، يُعبِّر عن مرض مجتمعي تفشَّى بشكل صارخ وسط ترك الشعب السوري وحيداً أمام نظام يُمارس أبشع أساليب القتل، وميليشيات منفلتة من أبسط الأعراف والقوانين المحلية والدولية، وهذه الأفعال تهدف إلى إرهاب المجتمع وتركيعه لردعه عن أية مخالفة للسلطة الحاكمة”.
وبينت أن “سجلَّ قوات سوريا الديمقراطية حافل بالانتهاكات، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، والهجمات العشوائية عديمة التمييز على المدنيين، إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفي، ولم تَقُم هذه القوات بأي تحقيق يُذكر في أي نوع من أنواع الانتهاكات، كما أنها لا تستجيب لطلبات المنظمات الحقوقية ومحاولات التواصل بهدف التَّعرف على موقف القيادة من هذه الممارسات، وما هي سياستهم المستقبلية تجاهها”.