شبكة العاصمة اونلاين
عكفت القوات الروسية المساندة لنظام الأسد في قصف المدن والبلدات السورية مؤخراً على استعمال أنواع جديدة من السلاح، قال مراقبون إنها “تُجرّب” في سوريا لأول مرة، ولعلّ أبرز الأسماء المتداولة في الإعلام هو “القنابل الارتجاجية”، في الوقت الذي دأب الإعلام على تسمية جميع الذخائر الأخرى التي يقصف بها الشعب السوري بـ “القنابل الفراغية”، فما هي الأسلحة التي تستخدمها روسيا في قصف المدن السورية، خاصة تلك المستخدمة مؤخراً.
القنابل والصواريخ غير الموجهة
تصنع روسيا وكدولة عظمى العديد من الذخائر الفتاكة من جميع الأصناف والانواع خاصة الجوية منها ومنها على سبيل المثال FAB شديد الانفجار – OFAB شديد الانفجار المتشظي وأيضاً قنابل BETAB المضادة للتحصينات والمهابط وقنابل BTAB مضادة للدروع، وZAB الحارقة وDAB الدخانية وSAB المضيئة، وFZAB شديدة الانفجار الحارقة، وODAB الفراغية، وRBK وهي حواضن قنابل عنقودية مختلفة الاستخدام والأنواع بالإضافة الى قنابل الأعماق BLAB البحرية وغيرها من أنواع القنابل.
ولكن ما يهم اليوم هو تسليط الضوء على صنف واحد هو المضاد للحصون غير الموجه والموجه الذي يتم استخدامه في حلب وأطلق عليه العسكريون “القنابل الارتجاجية”.
ولعل أشهر هذه الانواع وهي المستخدمة في سوريا الآن، القنابل الجوية المضادة للتحصينات غير الموجهة FAB التي يستخدمها الروس في حلب وهي اختصار لثلاث كلمات روسية تعني “قنبلة جوية شديدة الانفجار” وهذا الطراز صنع لخرق وتدمير التحصينات العسكرية والملاجئ المحصنة والقلاع والأبنية شديدة التحصين.
وصنع الروس من هذه القنبلة عدة عيارات/نماذج/ منها عيار 100-120 وعيار 250 وعيار 500 وعيار 1500 وهذه العيارات الأربعة هي العيارات الأكثر شيوعاً والأكثر استعمالاً من هذه النوع من القنابل وقد صدرت روسيا (والاتحاد السوفييتي من قبل) من هذه القنابل إلى كل الدول التي وردت الطائرات الروسية إليها ولكن كانت الحشوة المتفجرة لهذا النوع التصديري هي مادة ال TNT الشديدة الانفجار.
وتتفاوت عيارات هذه القنبلة على حجم الأثر التدميري للقنبلة التي يتم استخدامها أو لمجموعة القنابل التي تستخدم بآن واحد من نفس الطائرة فكلما زاد عيار القنبلة يزداد الأثر التدميري لها وكلما زاد عدد القنابل يزداد ايضاً الأثر التدميري ومثال على ذلك فإن قنبلة FAB-100-120 تستطيع خرق وتدمير حصن سماكته من الخرسانة المسلحة تساوي 0,5- 1متر وقنبلة FAB-250 تستطيع خرق وتدمير حصن سماكته 1متر وأكثر من الخرسانة المسلحة وهناك عدة أنواع بعيارات مختلفة لهذه القنبلة:
قنبلة FAB-500
وتستطيع هذه القنبلة خرق وتدمير حصن سماكته من الخرسانة المسلحة 2متر وأكثر.
القنبلة FAB-1500
وتستطيع هذه القنبلة خرق خرسانة مسلحة تصل سماكتها إلى حوالي 4- 5 أمتار وكلما زاد عدد لقنابل الملقاة بآن واحد كلما زاد الأثر التدميري للانفجار.
وامتلك نظام الأسد قبل الثورة جميع تلك الأصناف السابقة لكنه استهلكها جميعاً خلال عامي 2012 و 2013، الكامل ودمر فيها معظم المدن التي قصفها.
ويشرح خبير عسكري الفرق بين القنابل التي استخدمها النظام سابقاً، وتلك التي يستخدمها الروس اليوم من حيث قوة الانفجار والأثر التدميري الناتج، مع العلم انها من نفس النوع والعيار.
ويقول الخبير العسكري إن قنابل النظام قديمة جداً وسيئة التخزين ما أدى إلى انخفاض الأثر التدميري نتيجة انتهاء العمر الزمني للمادة المتفجرة وبالتالي انخفاض قدرتها التدميرية أثناء الانفجار.
ويضيف: القنابل الروسية إما حديثة التصنيع أو مازالت ضمن الفترة الزمنية التي تحافظ فيها مادة “التروتيل” على خواصها الانفجارية كاملة وهذا أحد أسباب الدمار الكبير الذي تتم مشاهدته عقب الغارات الروسية على حلب.
قنابل FAB الجديدة (الارتجاجية) لكن بحشوات مختلفة بحلب..
يقول الخبير العسكري لـ أورينت نت إن الروس يستخدمون الآن في حلب نفس قنابل الـ FAB المعروفة ولكن الحشوة المتفجرة ليست TNT بل RDX وهو نوع أسرع انفجاراً وأكثر تطورً من التروتيل TNT.
ومن المعلوم من علم المواد المتفجرة أن السرعة الانفجارية لمادة TNT أو “التروتيل” تبلغ 6900 م/ثا وأن انفجار مادة الـ TNT هي ميزان قياس جميع المواد المتفجرة حتى النووية منها حيث يساوي انفجار نووي قوته 1كطن يساوي انفجار 1000طن TNT كمثال.
وهذا ما يفسر هذا الدمار الهائل التي يظهر في حلب وخاصة إذا ما علمنا أن المناطق التي تتعرض للقصف في حلب ليست محصنة نهائياً إنما هي بنايات سكنية تستطيع أصغر قنبلة fab تدميرها بالكامل.
القنابل الجوية الروسية الموجهة التي تصنعها روسيا طراز KAB
تصنع روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي هذا الطراز من القنابل الجوية شديدة الانفجار الموجهة بإحدى وسائط التوجيه المعروفة (الليزري- التلفزيوني- الحراري- الفضائي) وسماها الروس KAB وهو اختصار لثلاث كلمات روسية تعني /قنبلة جوية ذات توجيه معدل/ او بالقصور الذاتي وهي تحاكي أو تشابه القنابل الأمريكية GBU ودخلت الخدمة سنة 1979 في الحقبة السوفيتية وهي ذات دقة إصابة عالية جداً /3-7م/ لكل الأعيرة ويعتبر انفجار بعض أنواعها انفجاراً نوويا صغيراً.
ويمكن قصف هذه القنابل من ارتفاع 500 متر إلى 5 كم ومن سرعة550 كم/سا إلى سرعة 1100كم/سا وتتفاوت أحجامها وأبعادها وآثارها التدميرية حسب الطراز والمهمة الأساسية التي صنعت من أجلها، والحشوات المتفجرة في معظمها من مادة RDX وحشوات بعض هذه القنابل هي حشوات نووية خالية من البلوتونيوم.
ومن أشهر هذه القنابل:
1- القنبلتان الليزريتان KAB-500-L و KAB-1500-L
2- القنبلتين التلفزيونيتان KAB-500-KR و KAB-1500-KR
القنبلتان KAB-500-Se و KAB-1500-Se
وهذا النوع من القنابل عالي الدقة في الإصابة وذو توجيه فضائي عبر المنظومتين الفضائيتين الأمريكية والروسية /gbs+glonas/ وتستخدم في كافة الأحوال الجوية على أهداف محضرة مسبقاً برية أو بحرية ويعتبر انفجارها مشابه للانفجارالنووي الصغير وتحدث دماراً هائلاً وتستطيع خرق لا أقل من 30 متر في الأرض أو خرسانة مسلحة تزيد سماكتها عن سبعة أمتار وتحملها طائرات السوخوي 34 والسوخوي 35 والقاذفة TU-160 وهناك شكوك باستخدام روسيا لهذه القنابل في سوريا.
المصدر أورينت نت