وسط جملة من العوائق وبين الحفر المتتابعة، تسير السيارات على الطرقات المتهالكة، بين مدينة إدلب وأريافها، ما خلف أضرارًا، وصفت من قبل مالكيها بـ “الكبيرة”، وخاصة إذا كانت سيارة إسعاف تنقل المصابين إثر القصف نحو المعابر الحدودية مع تركيا.
يقول مدير قطاع إدلب في منظمة “شام” الإسعافية، أحمد الدسوقي، في حديثٍ إلى عنب بلدي، إن المنظمة استفادت على أكثر من صعيد من مشروع إصلاح الطرقات، الذي تجريه “هيئة إدارة الخدمات” في إدلب، بالتعاون مع إدارة معبر “باب الهوى”، وبدأت المرحلة الثانية منه، السبت 6 أيار، بعد انتهاء الأولى بإصلاح وتعبيد ثلاثة طرقات، الشهر الماضي.
هدف المشروع تعبيد سبع طرقات
يتضمن المشروع إصلاح وتعبيد سبع طرق أساسية، تربط بين أهم التجمعات السكانية في إدلب، وتقول إدارة المشروع إنه الأكبر لصيانة الطرقات في الشمال “المحرر”، بينما أنهت الإدارة المرحلة الأولى منه أواخر نيسان الفائت، بعد حوالي 20 يومًا من العمل، على أن تنتهي المرحلة الثانية بعد شهرين بإصلاح الطرق الأربع الباقية.
كانت المدة التي تستغرقها سيارات إسعاف “شام”، للتنقل بين إدلب وباب الهوى، مرورًا بمعرة مصرين حوالي الساعة والنصف، وفق الدسوقي، الذي يرى أنها كانت تؤثر سلبًا على المريض أو المصاب، مشيرًا “بعد إصلاح الطريق انخفضت المدة بشكل ملحوظ”.
ويؤكد مدير قطاع إدلب في المنظمة، أن “إصلاح الطرق خفف علينا أعباء كثيرة منها مصاريف الصيانة”، لافتًا “كنا لا نستطيع السير إلا بسرعة منخفضة، ومع ذلك كان المريض يُعاني من آلام بسبب المطبات “.
يوافق الشاب رامز، سائق سيارة إسعاف في إدلب، ما تحدث به الدسوقي، موضحًا أنه “من أكثر المتضررين من الطرقات، كان من يُعاني إصابات بالغة وكسورًا في الفقرات أو الحوض”، كما دعا إلى “تحسين الطرقات بشكل أكبر، رغم أنها أصبحت اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه”.
تقييم الطرقات قبل البدء
إجراءات سنويّة تنفذها “هيئة الخدمات”، لصيانة الطرقات مع دخول فصل الصيف، إلا أن الحملة الحالية تعدّ “الأكبر”، وفق المهندس عبد الحكيم الأسعد، مدير إدارة الأشغال العامة في “الهيئة”، ويقول لعنب بلدي “بدأنا العمل بعد تقييم جميع الطرقات، واختيار الأكثر أهمية منها والتي تخدم نسبة أكبر من السكان والتجمعات السكانية”.
في السنوات الماضية، نفذت “إدارة الخدمات” مشاريع عدة لصيانة الطرقات، ويوضح الأسعد “رقّعنا خمس طرق رئيسية العام الماضي، بكميات من البحص والمواد اللاصقة والمجبول الزفتي، إلا أن المشروع الحالي شمل مدّ قميص زفتي كامل في المناطق المتضررة بشكل كبير”.
استهدف المشروع المنعطفات، في الأماكن التي تشهد مرارًا اختناقات، لدى مرور القوافل والسيارات، ووسعت إدارته بعض الطرقات الضيقة، وفق الأسعد، بينما يشير المهندس إبراهيم اليماني، نائب رئيس “هيئة الخدمات”، إلى أن “تعرض المنطقة للقصف من الروس والنظام، كان سببًا رئيسيًا للمشروع”.
ويشرح اليماني تقييم تضرر الطرقات قبل التنفيذ، “يتعرض ريف حماة الشمالي لقصف متكرر، وخاصة الطريق إلى خان شيخون وما حولها، فكان لا بد من إصلاح الطريق بأسرع ما يمكن، لتسهيل وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة”.
وينسحب الأمر على ريف حلب الغربي، باعتباره طريق الشمال السوري المؤدي إلى بلدة أطمة والمخيمات التي تنتشر فيها، “فلا بد من خدمة الأهالي وتسهيل حركتهم ووصول قوافل المساعدات إليهم”، ووفق نائب رئيس “الهيئة”، فإن تكلفة صيانة الطرقات “كبيرة”، لافتًا “كنا نأمل لو نستطيع تعبيد أصغر طريق، يصل بأبعد قرية، لكن الأمر يحتاج الكثير”.
يرى من استطلعت عنب بلدي آراءهم من أهالي إدلب، أن صيانة الطرقات وتعبيدها، تنعكس على الواقع الاقتصادي فيما يخص نقل البضائع والمنتجات الزراعية والإغاثية، إلى المناطق “المحررة”، فضلًا عن الأهمية الإسعافية في نقل المرضى والمصابين إلى المستشفيات الحدودية.