بازار ملابس شتوية من أهل غزة للاجئي سوريا فيها … أخوة الدم والجرح
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
يقال ” فاقد الشيء لا يعطيه” ولكن غزة التي كسرت كل القواعد، وألقت بهذه الأفكار إلى قارعة الطريق تقول ” فاقد الشيء يعطيه”. توأما سوريا وفلسطين، جرح واحد، ودم واحد، كما كانت سوريا الحضن للفلسطينيين قبل 70 عامًا. يعيد التاريخ نفسه لتكون غزة حُضنًا للسوريين اللاجئين من أهوال الحرب في سوريا.
لا يخفى وضع قطاع غزة على أحد، حروب متتالية، وحصار مُستمر، ووضع اقتصادي سيء. ليس ملاذَا للاجئ، ولا يمكن عقلانيًا أن يكون حضُنًا لهارب من الحرب. ولكن الظروف أحالت بعض السوريين للنزوح إلى غزة، ليعيشوا المرارة مرارتين. ولكن غزة التي حملت هموم العالم على ظهرها، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام إخوانها السوريين، لأنهما يكتويان بنفس النار.
قد يتساءل القارئ كيف ل ” ميت أن يشيل ميت! ” إلا أن احد المؤسسات في غزة جمعية يد العون للاغاثة والتنمية بالتعاون مع تجمع للعائلات السورية أقامت بازارًا خيريًا يوفر مستلزمات الشتاء من ملابس و أغطية، للصغار والكبار. وذلك في وقت يستعد فيه الجميع لاستقبال فصل شتاء قارص. بالإشارة إلى أن بعض العائلات السورية قد تضررت فعليًا بسبب الحرب وخسرت بيوتها.
إحدى السوريات القاطنة في غزة تقول: ” الوضع بشكل عام سيء سواء أكان علينا نحن السوريين أو على إخوتنا في غزة، أهل غزة شعب مضياف لم يقصروا ، ولكن حالهم ليس بالأحسن. وما يمرون به نتشاركه على حد سواء.” وتضيف ” فرحة أولادي بالملابس أشعرتي بالفرحة والحزن في نفس الوقت، كيف تغير بنا الحل ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولكن الحمد لله على أي حال ”
البازار كان منظمًا بشكل مرُتب، ومعد لهُ بشكل جيد، بحيث يحفظ كرامة السوريين. شمل المعرض الملابس والأغطية وغيرها، حيث كان الأمر مفتوحًا للسوريين يختارون ما يشاءون على حسب حاجتهم وما يناسبهم ويناسب أطفالهم.
جدير بالذكر أن جميع الملابس هي جديدة وغير مستعملة مقدمة من أهل الخير. فكما قال أحد المنظمين ” إن كان علينا التبرع لهم بشيء فعلينا أن نقدم أفضل ما لدينا، هم أهلنا.”
وحول رأي مُحمد 30 عامًا أحد السوريين الذين حضروا البازار ” خطوة رائعة من إخوتنا الفلسطينيين، ونقدم لهم كل الشكر. وعلى ثقة أن جاري الفلسطيني سيقتطع من قوت يومه ولا يرى أخاه جائعًا محتاجًا، هذا شعب كريم لا يخفى ذلك على أحد” ويضيف من جهة أخرى ” قد يكون هذا البازار ساعدنا في التخفيف من الأعباء والمصاريف، ولكن كل ما نحتاجه هو وظيفة نستر بها على أنفسنا وعلى أطفالنا”.
هذا وقد يعاني القطاع أصلا من نسبة بطالة عالية، فيما تحاول الحكومة وأيدي الخير بتقديم بعض عقود العمل المؤقتة. ولكن تبقى هذه الحلول حلولًا جزئية، لا تقي العائلة السورية من شر السؤال والحاجة.