بعد انتشارها في بعض قرى وبلدات محافظة درعا جنوب البلاد قبل أيام، تتوسع القوات الروسية في انتشارها لتصل إلى محافظة السويداء المجاورة، والتي تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وكانت قوات النظام المدعومة بالقوات الروسية؛ قد تقدمت على حساب الجيش الحر خلال الأسابيع الماضية في بادية السويداء وقراها الواقعة في الجهة الشمالية للسويداء، والتي أشيع أنها خارج اتفاق وقف إطلاق النار الروسي الأمريكي في الجنوب.
إلا أن التواجد الروسي في المحافظة ذات الغالبية الدرزية يرسم مجددا الخطوط الحمراء المحيطة بالمحافظة، سواء كان تجاه النظام أو المعارضة، بموجب الفهم الروسي.
مصدر مطلع في “شبكة السويداء 24″ الإخبارية؛ قال في حديث خاص لـ”عربي21“؛ إن القوات الروسية تنتشر في عدة نقاط تتبع لقوات النظام في ريف السويداء الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي، بمحاذاة محافظة درعا، وقد يصل العدد بشكل تقريبي إلى 100 عنصر.
وأوضح المصدر أن العديد من المصادر العسكرية من النظام وأخرى محلية؛ “أكدت لنا انتشار القوات في قرية برد، بنحو 20 عنصرا مزودين بأسلحة خفيفة ومناظير وأجهزة اتصالات، إضافة لانتشار مماثل في حاجز مطار خلخلة الغربي الواقع شمال السويداء والمتاخم لمنطقة اللجاة بمحافظة درعا، وفي الفوج 404 الواقع قرب بلدة نجران غرب السويداء والمتاخم للجاة، أيضا إضافة لوصول قوات مماثلة إلى الفوج 127- قوات خاصة، الواقع جنوب غرب السويداء والمتاخم لريف درعا، مع توارد أنباء عن وصول قوات روسية إلى مطار الثعلة خلال الأيام القادمة”.
ولفت المصدر إلى أن القوات الروسية اتخذت هذه المواقع نقاطا ثابتة في مناطق انتشارها، ولم يلحظ حتى اليوم أي دوريات لها وتحركات غير اعتيادية في المحافظة، “فقط تلحظ تحركاتهم أثناء توجههم إلى هذه النقاط التي انتشروا فيها”، وفق المصدر.
وعلل المصدر انتشار القوات الروسية في السويداء قائلا: “المواقع التي انتشرت فيها القوات الروسية كانت تشهد قصفا من قوات النظام بشكل شبه يومي؛ يستهدف محافظة درعا”، مشيرا إلى أن “حاجز برد كان يقصف مدينة بصرى الشام والقرى المجاورة لها بشكل مستمر، وحاجز خلخلة كان يقصف منطقة اللجاة، والفوج 404 كان يستهدف بشكل مستمر ريف درعا الشرقي براجمات الصواريخ والمدفعية”.
وبيّن أن الفوج 127 كان يسجل عمليات قصف باتجاه ريف درعا الشرقي، وينطبق ذلك على مطار الثعلة العسكري، إضافة إلى أن هذه المناطق تعرضت أيضا لقصف من فصائل المعارضة المسلحة في العديد من المرات، خصوصا حاجز برد الذي كان يشهد “عمليات فعل وردود فعل بشكل مستمر”.
وحول آراء أهالي السويداء بالانتشار الروسي، قال المصدر: “هناك انقسام بالآراء بين سكان المحافظة حول الانتشار الروسي؛ بين من يعتبرهم احتلالا ودخلوا إلى المحافظة وعامة البلاد لأطماع استعمارية، في حين يرحب بهم قسم آخر ويعتبرهم حلفاء لقوات النظام وأصدقاء لهم”، موضحا أنه “بطبيعة الحال، لم يحدث أي عمل داخل السويداء ضد القوات الروسية حتى هذا اليوم، فالآليات تعبر من قرى المحافظة وعلى مرآى سكانها”.
ويعتقد مراقبون أن ازدياد التواجد الروسي في الجنوب؛ يشي بالرغبة الواضحة للحكومة الروسية في بسط سيطرتها في المنطقة، وتقليم أظافر أذرع المليشيات التابعة لإيران أو النظام السوري.