أوراق الايام
العاصمة اونلاين- عادل أوغلى- فيس بوك
” انتحابات مجلس الشعب السوري 1977م ” :
في صيف عام /1977/م كنت مقيما في حي طريق الباب/حلب/سوريا مع والدي رحمه الله الذي هجرعفرين لأسباب ذكرتها سابقا، وفي فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب وفي يوم جمعة بعد الصلاة وعندما كنت جالسا أمام الباب رأيت -3- سيارات فخمة بلوحات رسمية يسألون صبيانا يلعبون عن بيت حنيف داود ( والدي ) فأشرت إليهم أنني أنا ابنه ماذا تريدون منه ؟. قالوا نريد اللقاء به ..
و بعد طلب إذن منه بلباقة وأدب طالبين شرب القهوة عنده جلسوا في بهو البيت وبدأ الحديث أحدهم قائلا :
سيد حنيف داود ،أنا مبعوث من قبل مكتب حزب البعث العربي الاشتراكي فرع حلب لنعرض عليك الترشح لعضوية مجلس الشعب عبرقوائمنا عن ريف حلب ممثلا لبلدة عفرين لتمثل الإخوة الكورد في مجلس الشعب ..
فاعتذر والدي بشدة وطلب منهم عرض المهمة على غيره من أبناء عفرين ..
فألح وقال له: طيب رشح نفسك عبر قائمة أخرى أوبصفة مستقلة ونحن نضمن لك الفوزلتمثل الكورد وتدافع عن حقوقهم ..
فرفض والدي و اعتذر وقال له أنه يريد الاستراحة ولا يريد الخوض في السياسة وأنه مريض ..
فقاموا و قالوا : نقدر موقفك يا حاج وأدام الله عليك الصحة والعافية وانصرفوا ..
بعدها سألت والدي مستفسرا لا مستنكرا لم رفضت ؟.
فقال رحمه الله :
( كيف أجعل من نفسي حذاء برجل هؤلاء المرتزقة الغاصبين للوطن وأنا ابن سيدو داود ؟ آخر ما يفكر به هؤلاء هم الكورد ،يريدون منهم أن يكونوا مطية لتمرير مشروعهم الهدام في سوريا لا غير ) ..
ثم بدأت الحملة الإنتخابية و اقترب موعد الإقتراع وبتوصية من الشيخ محمد غياث أبو النصر البيانوني قبلت أن أكون مراقبا لإحدى الصناديق ممثلا عن قائمة الإخوان المسلمين ( المستقلة ) ..
كان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله لا يرغب بالإشتراك في الانتخابات لكنه لم يتدخل لحد وقف الترشح فيها ..
في يوم الإقتراع ذهبت إلى مدرسة لم أعد أذكر اسمها في حي قسطل الحرمي/حلب و أبرزت بطاقة تبين بأنني مراقب للصندوق ممثلا لقائمة الإخوان المسلمين فأشار إلي رئيس الصندوق أن اجلس ولا تتدخل بشيئ أبدا وظيفتك هي المراقبة فحسب ..
الصندوق كان مسجلا فيه 253 شخصا يحق لهم التصويت وأغلبهم من المواطنين الأرمن ..
بانتهاء موعد التصويت مساء طلب رئيس الصندوق مني و من شخص آخر مراقب لقائمة أخرى أن تعالوا لنفتح الصندوق وقال : لا تتكلما بكلمة واحدة مفهوم ؟.
فتح الصندوق و كان فيه 4 أصوات فقط من أصل 253 ، أي غاب عن التصويت 249 ناخبا ..
الأصوات ال 4 كانت كما يلي :
صوت واحد لقائمة الإخوان المسلمين
و 3 أصوات لمرشح شيوعي مستقل
و قائمة حزب البعث العربي الاشتراكي لا شيئ ..
فقال رئيس الصندوق :
يا جماعة عيب ناخد الصندوق فاضي للمركز يا الله نكمل التصويت ، ثم هم بإملائه ..
فجأة جاءت دورية وأبرزوا هوياتهم لرئيس الصندوق فهز برأسه ، ثم قال رئيس الدورية القادمة :
العمه العمه بس 4 ، ايه و الله فضيحة ، العرصات الإخوان كمان ما اجوا ؟. يا الله يا الله ولاك عبي الصندوق بسرعة وأعطي للاخوان شي 40-50 صوت كمان ها ..
فقال رئيس الصندوق : للإخوان 40-50 سيدي ؟.
فقال له : لك يا غبي خليهم 60 صوت ، مشان ما يقولوا خسرنا ، ما يقولوا الدولة ب تلعب بالانتخابات ، لك شو غبي ما ب تفهم ؟.
هذا ، و في تلك الانتخابات فاز الدكتور إبراهيم السلقيني برقم قياسي غير مسبوق هو 35 ألف صوت لشخصه وحده.
المصدر صفحة الكاتب عادل أوغلى