أظهرت أرقام رسمية جديدة تتعلق بتوزع اللاجئين السوريين في تركيا تركّز ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين في المدن التركية المتاخمة للحدود السورية، في حين لا تزال مدينة إسطنبول مركزاً رئيسياً لعدد كبير من السوريين.
ومنذ بدء الثورة السورية كانت تركيا الوجهة الأولى لأغلب اللاجئين السوريين الباحثين عن ملاذ آمن، ومع اقتراب دخول الأزمة عامها السابع تُظهر الأرقام أن ما يقرب من 1.5 مليون من أصل 3.4 مليون لاجئ سوري يعيشون في كل من ولاية هاتاي، وغازي عنتاب، وكيليس، وشانلي أورفا، وماردين، في حين بلغت حصة إسطنبول المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكّان نحو 537 ألفًا و829 لاجئًا.
ويُشكّل اللاجئون القادمون من سوريا نحو 4.29 في المئة من مجموع سكّان تركيا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، وهو ما تفتخر به أنقرة.
وفي ولاية كيليس الحدودية مع سوريا والتي رُشِحت لجائزة نوبل للسلام قبل عامين لاستضافتها عددًا من اللاجئين السوريين يفوق تعداد سكّانها الأصليين، وهو ما يزيد عن 131 ألف لاجئ، في حين يبلغ عدد سكّانها نحو 130 نسمة.
وتُشير الإحصاءات أيضاً إلى أن تعداد اللاجئين السوريين في ولاية هاتاي الحدودية أيضاً يُمثّل ما نسبته 29 في المئة من سكّان الولاية الأصليين، في حين شكّل السوريون ما نسبته 23 في المئة من تعداد سكّان ولاية شانلي أورفا، و17 في المئة من سكّان ولاية غازي عنتاب، و11 في المئة من سكّان ماردين.
وسجّلت بايبورت إحدى المدن الأقل اكتظاظاً بالسكّان في تركيا، والواقعة شمال شرقي البلاد، أقل عدد من اللاجئين السوريين وهو ما لا يزيد عن 57 شخصًا، وكذلك تستضيف مدينة أنطاليا عدداً محدوداً جداً من اللاجئين يقرب من 563 لاجئاً فقط.
وقد فرّ أكثر من 5 ملايين مواطن سوري من ديارهم إلى بلدان أخرى منذ عام 2011م، وكانت وجهتهم الأولى هي البلدان الواقعة على الحدود المباشرة لسوريا مثل لبنان، وتركيا، والأردن.
يُذكر أن تركيا أقامت العديد من المخيمات في المدن الحدودية مع سوريا، ومع ذلك فإن نسبة قليلة فقط من اللاجئين السوريين فضلت البقاء في المخيمات، ويصل تعدادهم اليوم لنحو 227 ألفًا و947 لاجئًا بحسب البيانات الصادرة عن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية.