أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة عصر الخميس في المسجد الأقصى المبارك، للمرة الأولى منذ أسبوعين، وذلك بعد رضوخ الاحتلال لمطالب أهل القدس ومناصريهم حيث أزال البوابات الإلكترونية التي وصعها مؤخرا عن أبواب الأقصى بغرض إجراء عمليات تفتيش.
ورغم تعنتها ورفضها فتحه، أرغم المقدسيون قوات الاحتلال على فتح باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الذي كان الاحتلال قد صادر مفاتيحه، بعد أن أصرّ المصلون على الدخول منه لأداء صلاة العصر، لتعود الأوضاع في باحات الأقصى المبارك وعلى أبوابه إلى ما قبل الإجراءات الأخيرة.
وكان المرابطون أمام أبواب الأقصى أكدوا قبل عصر الخميس على رفضهم الدخول إليه، وذلك حتى فتح الاحتلال الإسرائيلي باب حطة وهو أحد أبوابه، الذي يواصل إغلاقه والاستيلاء على مفاتيحه.
كما أكدت المرجعيات الدينية على رفضها الدخول إلى الأقصى وأداء صلاة العصر فيه، فيما احتشد آلاف المرابطين أمام باب حطة مرددين هتافات تؤكد على صمودهم ورفضهم لأية إجراءات أو محاولات إسرائيلية للتحايل على انتصارهم.
يأتي ذلك بينما دعت جهات مقدسية عدة للاعتصام والاعتكاف ابتداءً من صلاة الجمعة غدًا وحتى إشعار آخر على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وتهدف هذه الدعوات هو فتح باب حطة وباب المطهرة فورا وبشكل كامل، والسماح بإدخال المرابطات للمسجد وحذف قوائم المنع بحق المبعدين والمبعدات، وإزالة كاميرات المراقبة التي وضعت بالأقصى كافة القديمة والجديدة.
وأكد المقدسيون على ضرورة توقف اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك بشكل تام.
ولفتوا إلى استمرار الاعتصامات في الضفة الغربية المحتلة على الحواجز ونقاط التماس وأقرب النقاط المؤدية إلى القدس والأقصى وإغلاق الطرق الرئيسية بين المستوطنات.
من جهتها شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة بتعزيز ما يسمى بـ”نقاط التماس” في الضفة استعدادا لمواجهة أية تظاهرات فلسطينية قد تنطلق في أعقاب صلاة يوم غد الجمعة.
بدوره حيا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صمود أهل القدس وثباتهم في وجه الاحتلال، وقال “إن ما جرى يمثل صفحة مشرقة من صفحات الانتصار وبداية اندحار الاحتلال عن القدس والأقصى”.
وأضاف هنية في تصريح صحفي “أن العمل الوطني المشترك بين فصائل شعبنا وشرائحه المتنوعة هو أحد أهم أسباب نجاحنا في هذه المعركة”، داعياً إلى اجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع مسار العمل الفلسطيني بعد هذا الانتصار.
وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ أكثر من 10 أيام، احتجاجات ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، بعد وضع الأخيرة بوابات إلكترونية وحواجز حديدية على بوابات المسجد الأقصى، قبل أن تبدأ بإزالة تلك الإجراءات تدريجيا خلال اليومين الماضيين.