السيلفي تيس .. داء نفسي مزمن يجتاح مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي!
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
“السيلفي” أو الصورة الذاتية نمط جديد من الصور الفوتوغرافية، حمى جديدة غزت العالم منذ عامين أسرع من انتشار فيروسات الإيبولا أو الطاعون، وبحسب قاموس أوكسفورد يعود الاستعمال الأول لكلمة “سيلفي” selfIe لمدونة استرالية عام 2002، مع ادعاء آخرين أنّ الأصل التاريخي لربما يعود لأقدم مما نتصور، فلقد أعادها بعضهم إلى أربعينيات القرن السابع عشر لصورة ملتقطة لأحد العلماء الأمريكان.
وعند الدراسة الإحصائية للموضوع نجد أنه لدينا ما يزيد عن 900 مليار صورة “سيلفي” ملتقطة من قبل سكان العالم كافة، أطفالاً كانوا أو شباباً أو بالغين، لاعبين كرة قدم أو رجال دين، سياسيين أو ممثلين، في المقابر وغرف العمليات والمشاعر المثقفة وأثناء عمليات الخطف أو إطفاء الحرائق.. حتى الحيوانات لم تسلم من هذه الظاهرة المتمددة.
حتى أنّ التقاط صورة سيلفي واحدة كلف البعض حياته كما حدث مع زوجين بولنديين في إجازة لهما حاولا فيها التقاط سيلفي من فوق جرف صخري قبل أن يسقطا ويلاقيا حتفها أمام أعين طفليهما الصغيرين، كذلك الأمر مع فتاة أمريكية أخرى حاولت التقاط صورة سيلفي لها أمام جسر لسكة القطار.
يبرر البعض هذا الانتشار السريع والمخيف للسيلفي بكونها طريقة سريعة وجميلة للتعبير عن عفوية مواقف الحياة اليومية، وطريقة مضحكة لتناقل الذكريات بين الأصدقاء، إلا أن آخرين ومنهم أطباء مختصون باتوا يصنفون الموضوع تحت بند “المرض النفسي النرجسي” للتعبير عن الذات والأنانية، حتى أن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين APA أطلقت على المرض اسم “سيلفي تيس” أي الداء النفسي الذي ينتج عن ظاهرة السيلفي، وقالت الجمعية أن السيلفي تيس «اضطراب عقلي ناتج عن رغبة لا يمكن التحكم بها، إزاء التقاط الصور الشخصية، ثم نشرها كوسيلة لمواجهة شعور بعدم الثقة بالنفس، وتعويض الفراغ، أو الضعف في العلاقات الاجتماعية».
محددة ثلاثة مستويات للمرض حسب عدد الصور الملتقطة يومياً: أولها المريض الذي يلتقط 3 صور يومية دون نشرها، يزيد عنه شدةَ المريض الثاني الذي يلتقط أكثر من 3 وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي،في حين تعتبر المرحلة الثالثة مرحلة مزمنة تحتاج علاجاً، وهي التقاط الصور على مدار الساعة، ونشر أكثر من 6 يوميًا.
وإذا صنفت الظاهرة كمرض نفسي، فلابدّ من الحديث عن العلاج، فلقد أضافت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين أنّ: «العلاج المؤقت لهذه الحالة يتوفر من خلال العلاج السلوكي المعرفي، واستفحال هذه الظاهرة قد يؤدي إلى فرط دائم بعدم الثقة بالنفس، والكآبة، وأمراض نفسية، وجسدية لا حل لها».
وبذلك يزيد التساؤل عن حقيقة “مواقع التواصل الاجتماعي” المسؤولة عن دفع الكثيرين للحالة الثالثة من مرض السيلفي تيس، هل هي فعلاً تزيد من تواصل البشر أو تدفعهم شيئاً فشيئاً إلى العزلة والكآبة والأنانية والتبلد الوجداني وتدني مستوى الثقة كما فعلت “السيلفي تيس” .. سؤال برسم علماء الاجتماع الإنساني وشركات الإعلام العالمي!.
بعض أغرب صور السيلفي :