العقل السوري .. قصص نجاح، وبوادر جيل جاهل!
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
لطالما عانى العقل السوري من القمع والاستبداد في بلده في العقود الماضية، ولطالما كانت البلد تعاني من هجرة العقول إلى الخارج بسبب الأحوال الأمنية والسياسية التي سادت عهد آل الأسد، فالعقل السوري من أنشط العقول وأكثرها تفتحاً، الأمر الذي يثبته تفوق السوريين في دول اللجوء لمّا توفر لهم الأمن والاستقرار.
فرغم ظروف اللجوء والغربة الاضطرارية هرباً من بطش آلة الإجرام الأسدي، تبقى رغبة السوريين بالحياة والعمل والتفوق حيّة متجددة، ليثبت هذا العقل أنه أقوى من أي واقع سوداوي يريده مستبد ظالم أفسد مؤسسات الدولة وحصر مقدراتها في فئة معينة غير قادرة على الدفع بعجلة التقدم الحضاري إلى الأمام.
لقد تكررت حالات تفوق السوريين الهاربين من بلادهم فلقد حاز مثلاً الشقيقان الدمشقيان جاد ورام الشمعة على مرتبة الشرف مع أعلى شهادة تقدير في الولايات المتحدة مع رسالة من الرئيس أوباما.
ورغم حجاب الفتاة السورية نور قصاب والتي نالت المرتبة الأولى على ألمانيا في الشهادة الثانوية “الابيتور” مع أنها تعلمت اللغة الألمانية حديثاً، إلا أنها أذهلت الصحف الألمانية فجعلوها وحجابها محل ترحيب، فمثل هذه العقول تدفع أي بلد يحتضنها لأن يفتخر بها.
وكان للغة الألمانية أيضاً قصة أخرى مع السوريين، فأحمد الطفل السوري ذو السنوات السبع لم يتقن الألمانية في 8 أشهر فقط، بل إنه حصل على جائزة “إمبراطور القراءة” متفوقاً على أقرانه الألمان أيضاً.
وفي الأردن برز اسم الشاب حمد خالد السلامات من ريف درعا والذي يقطن حالياً مخيم الزعتري ليحتلّ المرتبة الاولى على مستوى البادية الشمالية الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية، في حين نالت آلاء ابنة مدينة درعا (وساكنة مخيم الزعتري أيضاً) وبحسب الموقع الإلكتروني للمفوضية العليا للاجئين منحة برنامج مبادرة ألبرت اينشتاين (DAFI) التابع للمفوضية، والتي تغطي تكاليف دراستها كاملة لتتابع دراستها الجامعية بعد أن سبق ونالت أعلى درجة في الكلية التي تدرس فيها بجامعة آل البيت في مدينة المفرق الأردنية، وثاني أعلى درجة في العام الدراسي بشكل عام.
على الجانب الآخر للقصة ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإن ما يزيد على مائة ألف طفل سوري في الأردن مثلاً لم يلتحقوا بالتعليم النظامي. وضعف هذا العدد مرشح أيضاً في لبنان.
ما يضع سوريا والشعب السوري في مشكلة خطيرة، هي وجود جيل كامل منفصل عن التعلم والتعليم. وحقيقة هذه المشكلة ستكون كارثة وطنية كبرى لا سابق لها، ولا نظير لها في أي من أزمات العالم وصراعاته، بعد أن كان الجيل السوري منبعاً للعقول والكوادر.
مشكلة يجب أن يعمل عليها الجميع، جميع المحبين لوطنهم من مهاجرين تمكنوا من متابعة دراستهم ترنو إليهم عيون جيل متعطش للتعليم، أو مدرسين واختصاصيين بقوا في بلدهم يعانون من قلة الموارد المتاحة، وتنظيمات وجميعات ومؤسسات ثورية رفعت شعار الوطن وحمايته وصون موارده!