وصلت الحافلات وسيارات الإسعاف التابعة لـ”الهلال الأحمر”، إلى تخوم حي برزة الدمشقي، استعدادًا لنقل الدفعة الأولى من مهجري الحي إلى الشمال السوري.
ووفق مصادر عنب بلدي، فإن الدفعة من المقرر أن تخرج اليوم، الاثنين 8 أيار، أو غدًا، في إطار اتفاق بين النظام السوري ولجنة المصالحة في الحي.
سيخرج في الدفعة الأولى 1500 شخصًا، من أصل ثمانية آلاف يخرجون تباعًا على مدار ثماني دفعات.
ويخضع الحي لحصار منذ أكثر من شهرين، فرضته قوات الأسد والميليشيات الرديفة، في إطار الضغط على المعارضة والأهالي، وإجبارهم على الخروج.
ويخرج المقاتلون بسلاحهم الفردي إلى محافظة إدلب، بينما يستطيع من يريد البقاء إجراء تسوية مع النظام السوري، وفق الاتفاق.
ولم يكن الاتفاق محل توافق لدى أهالي الحي، إذ اغتال مجهولون، مطلع أيار الجاري، الشيخ محمد حمزة المظلوم (أبو مالك)، عضو لجنة المصالحة.
وذكرت تنسيقية الحي حينها أن المظلوم تعرّض لإطلاق نار أمام مدرسة “عدنان المدني” في حي برزة، أثناء ذهابه إلى صلاة الفجر.
ووفق ما قال مصدر إعلامي في برزة، رفض ذكر اسمه، في حديثٍ سابق إلى عنب بلدي، فإن الشيخ المظلوم له حظوة كبيرة عند أهالي برزة، وكان له دور بارز في إنجاح الهدنة مع قوات الأسد.
لجنة برزة توصلت إلى اتفاق تهدئة مع قوات الأسد، منذ مطلع عام 2014، وحيّدت منذ ذلك التاريخ عن المعارك والمواجهات بين الفصائل وقوات الأسد، لكنها تعرضت لخروقات عديدة.
وعاشت آلاف العوائل في برزة أجواء توتر أمني، في ظل العمليات العسكرية لقوات الأسد على أطرافها، في محاولة لعزلها بشكل كامل عن حي القابون المجاور.
ويغصّ الحي بالنازحين من الغوطة الشرقية وحي القابون، بينما قدّر ناشطو الحي عدد الأهالي بأكثر من 40 ألفًا داخل برزة.
تهجير أهالي الحي جاء بغرض تأمين العاصمة بشكل نهائي، وفصل برزة والقابون عن الغوطة الشرقية، من خلال السيطرة على الأنفاق والمعابر الحيوية الواصلة إليها، وما مكّن النظام من عقد تسويات وتهجير مشابه لبلدات الغوطة الغربية والوعر مؤخرًا.