تتعرض منطقة وادي حميد في عرسال، على الحدود اللبنانية السورية، لحصار محكم تنفذه وحدات من الجيش اللبناني؛ التي تمنع منذ أسابيع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية من الوصول إلى الآف العائلات السورية اللاجئة من محافظتي حمص وريف دمشق، وفق مصادر ميدانية تعمل في المجال الإغاثي تحدثت لـ”عربي21″.
وقال سامي الحمصي، الناشط في مجال العمل الخيري، وهو أيضا أحد اللاجئين من بلدة القصير في ريف حمص، إن “أهالي وادي حميد يعيشون حصارا خانقا تفرضه قوات تابعة للجيش اللبناني تمنع دخول الغذاء والماء الصالح للشرب والدواء”.
وأضاف لـ”عربي21″ أن الحصار يشمل “منع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المنطقة، ومنع النازحين من الوصول إلى مدينة عرسال لتلقي العلاج، حتى لحالات طارئة تتعلق بمرضى القلب وحالات الولادة المتعسرة وغيرها من الحالات التي لا يمكن التعامل معها في المخيمات؛ التي تقتصر الخدمات الطبية فيها على وحدات طبية ميدانية تقدم الإسعافات الأولية ومعالجة الحالات المرضية البسيطة”، حسب قوله.
وقال الحمصي: “الأوضاع المعيشية أصبحت لا تطاق، بعد أن أحكم الجيش اللبناني منذ ثلاثة أسابيع الحصار على المخيمات في وادي حميد بشكل كامل؛ بذريعة احتمالات وصول بعض المساعدات إلى الإرهابيين”.
لكن الحمصي أكد أن “منطقة وادي حميد خالية تماما من أي وجود لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة، أما الفصائل الأخرى فلا تشكل خطرا على لبنان والجيش اللبناني” وهي تتفاوض بشكل مستمر مع حزب الله اللبناني مباشرة”، حسب قوله.
وأكد أن الحصار بلغ حد مصادرة حتى أكياس الخبز التي يجلبها سائقو الشاحنات التي تنقل الحصى من مقالع خاصة في المنطقة إلى المدن اللبنانية، بالتنسيق بين وجهاء منطقة وادي حميد والجيش اللبناني.
وأشار الحمصي إلى أن الاتفاق كان يسمح لسائقي شاحنات نقل الحصى بإدخال كميات محدودة من المواد الغذائية للتخفيف من معاناة سكان المخيمات، مقابل ضمانات قدمها الوجهاء بعدم تعرضهم لأي خطر، موضحا أن المساعدات كانت تدخل بشكل مريح خلال فترة المفاوضات بين الفصائل وحزب الله اللبناني، لكن هذه المساعدات توقفت تماما مع توقف المفاوضات، حسب الحمصي.
وبيّن أن المنطقة لا تخلو من وجود لبعض الفصائل “الثورية”، ولكن خارج تجمع المخيمات في وادي حميد، “وهي مناطق خارج سيطرة الجيش اللبناني”.
وتتواجد الفصائل في مناطق معزولة ومحاصرة، ولا تتوفر لها أي طرق إلى مدن أخرى يمكنها الحصول منها على مواد غذائية أو غيرها، في حين أن الطريق الوحيد الذي يمكن أن تدخل منه المواد الغذائية إلى وادي حميد هو معبر واحد باتجاه عرسال اللبنانية، وهو خاضع لسيطرة الجيش اللبناني فقط.
ودعا الحمصي الأمم المتحدة إلى “التحرك لإنقاذ اللاجئين في وادي حميد وتقديم المساعدات العاجلة لهم”، منوها إلى أن هؤلاء “مسجلون كلاجئين لدى الأمم المتحدة التي تخلت عن دورها الإنساني تحت ضغط قيادة الجيش اللبناني”.