قرّرت الجزائر اليوم الخميس، استقبال جميع اللاجئين السوريين العالقين في منطقة شبه صحراوية على حدودها الفاصلة مع المغرب منذ نحو 50 يوماً.
ونقلت قناة “النهار الجديد” الجزائرية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية “بن علي الشريف” أن بلاده قررت استقبال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود، إلى جانب توفير الرعاية لهم وتمكنيهم من اللقاء بعائلاتهم إن رغبوا، وذلك لـ”أسباب إنسانية”.
المسؤول الجزائري أبلغ قرار بلاده لممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الجزائر “حميد بخاري”، موضحاً أن الأمر يتعلّق بـ”التفاتة إنسانية من الجزائر للإخوان السوريين”، و”مدى التضامن الجزائري مع الشعب السوري الشقيق”، وأن ذلك هو ما جعلها تستضيف “أكثر من أربعين ألف لاجئ سوري منذ بداية الأزمة”.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد طالبت أول أمس الثلاثاء من الجزائر والمغرب، بالتجاوب السريع مع الاحتياجات الإنسانية لمجموعة من اللاجئين السوريين على حدود البلدين، وبتسهيل دخول وتمكينهم من إيجاد أماكن آمنة والسماح لهم بلقاء أفراد عائلاتهم.
وتابعت المفوضية في بيان لها أنها منشغلة بشكل عميق بالتدهور السريع لظروف هذه المجموعة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون ظروفاً بائسة على الحدود، متحدثة عن أن حكومتي المغرب والجزائر مطالبتان بفتح ممر آني وآمن لهذه المجموعة، التي تضم نساءً وأطفالاً.
ويأتي القرار الجزائري بعد أن علق 55 لاجئاً سورياً طوال 50 يوماً، في منطقة شبه صحراوية على الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، في قضية تحولت إلى منصة لإطلاق الاتهامات السياسية المتبادلة بين البلدين، حيث افترش العالقون الأرض ضمن خيام مهترئة، على بعد نصف كيلومتر من مدينة “فكيك” المغربية، وسط غياب رسمي للدعم الطبي والإغاثي من قبل السلطات الجزائرية والمغربية، وذلك رغم المرض وشحّ الطعام والماء، في حين يقتصر الدعم على مساعدات من بعض الناشطين والأهالي في المنطقة.
وخلقت أزمة اللاجئين السوريين العالقين على الحدود توتراً جديداً بين المغرب والجزائر وصل حد استدعاء السفيرين.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد طالبت مؤخراً حكومتي المغرب والجزائر في بيان لها، بحلّ ملف اللاجئين السوريين العالقين وسط الصحراء بين حدود البلدين.