تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات التحالف الجوية والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين من أهالي مدينة الرقة المحاصرين، فيما ذكر ناشطون أن أوضاع المدنيين ازدادت سوءا، وأن هناك نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية.
وكان أكثر تلك العمليات التي أدت لمزيد من الضحايا في صفوف المدنيين تلك التي جرت الإسبوع الماضي.
وقال الصحفي السوري أحمد الشبلي متحدثا عن تفاصيل الضربات الجوية، التي قام بها التحالف الدولي في الأسبوع الماضي، إن ” الأيام الماضية شهدت مقتل أكثر من 220 مدنيا في مناطق متفرقة، ففي حي التوسعية 20 قتيلا من عائلة المخلف، وفي الجامع القديم قتل 13 مدنيا، كما قتل في منطقة الطب الحديث 12 مدنيا، ومن أكبر عمليات القتل تلك التي تمت في محيط حي هشام بن عبد الملك ونزلة شحاذة حيث قتل 50 مدنيا”.
وأضاف الشبلي في حديث لـ”عربي21“: “كذلك في الريف الشرقي قتل أكثر من 100 مدني خلال شهر من قصف الطيران الروسي على الريف الشرقي، وغرقت عائلات بأكمها عند محاولتها العبور من بلدة معدان باتجاه منطقة الجزيرة بعد ماقصفهم الطيران الروسي، وقصف مخيمات بالقرب من زور شمر قبل مدة حيث قتلت أربعة عائلات بأكملها وحصيلة الجرحى اكثر من 1500 جريح اغلبهم بحالة خطرة داخل مدينة الرقة”.
في هذا الصدد، دعا القاضي المعروف الشيخ عبد الرزاق المهدي التحالف ولقوات الكردية إلى وقف قتل المدنيين وتهجيرهم من أحياء الرقة، قائلا: “على التحالف أن يجنب المدنيين، فهو يعرف الأهداف المدنية من العسكرية، فمنذ أيام دمر مستشفى فيها جرحى مدنيون، وقبلها قتل الكثير من المدنيين فلذا هو من يتحمل المسؤولية لوقف قتلهم”.
وقال المهدي في حديث لـ”عربي21” إن أمريكا هي من تقوم بهذا القتل المقصود للمدنيين وكذلك الأكراد الذين يشاركون في هذه الحرب بما فيها قوات “قسد”، حتى أن التحالف سلم المخيمات التي أقيمت من قبل الأمم المتحدة لقوات “قسد”، والأنباء تتوارد بأن المدنيين يتعرضون للإذلال و الإهانة من هذه القوات.
واعتبر أن ما يتعرض له أهالي الرقة هو إبادة من قبل التحالف لأهل السنة على حد وصفه، مبينا “من الواضح أن التحالف يريد إبادة أهل السنة الذين قاوموا غزوه للعراق وأيام الفلوجة شاهدة بذلك، فهو يهدف لتهجير وتدمير مدن السنة، واتخذ التحالف تنظيم الدولة ذريعة لقتل السنة في العراق وسوريا وما يقوم به التحالف جرائم ضد الإنسانية يجب محاكمته عليها وفضحه”.
ويستغرب المهدي من ما سماه الصمت الإعلامي وسكوت المنظمات الدولية، متسائلا أين الإعلام الذي يصمت عن هذه المجازر؟ وأين نشاط المؤسسات التي تدعي نصرة المرأة والطفل، لكنها مسيسة لا تتكلم إلا في السلم أو عندما يتعلق الأمر بنقد الإسلام فإنا نراها تنشط، أما عند قتل المسلمين فهي صامتة.
من جهته، اعتبر الصحفي السوري قتيبة ياسين ما يقوم به التحالف ضد المدنين هي بأنها “مجازر”، لافتا إلى أن “الذي يحدث في الرقة مجازر يقوم بها التحالف فهي مثل المجازر التي يرتكبها الأسد ضد السوريين”.
وقال ياسين في حديث لـ”عربي21“: “لابد من خروج المدنيين فهذه حرب لن تتوقف من أجلهم، فلذا يجب أن تكون هناك طرق لخروجهم، ولو أنهم حتى في خروجهم لن يسلموا من القتل ولا الإهانة من خلال حجزهم في مخيمات الموت لكي يموتوا ببطء عند قوات ‘قسد”.
وعبر عن استيائه لعدم وجود إجراءات لوقف قتل المدنيين في الرقة، بالقول “لا توجد إجراءات لأن العالم مجمع كله على هذه الحرب، ومن هنا يأتي هذا التعتيم الإعلامي لأن جميع الإعلام العربي والدولي هو جزء من هذا التحالف، كله مشارك في هذه الحرب “.
وأضاف الصحفي السوري أن “أمريكا هي المسؤول عن هذه المجازر وكذلك القوات الكردية المشاركة فهي فاعل حقيقي على الأرض، وكل من ينتقد ويفضح عمليات قتل وتهجير المدنيين يدعشن، إما أن تصمت وإما أنت داعش”.
كما اعتبر الناشط معاذ الحسين أن الصمت الإعلامي مقصود له أسبابه، مشيرا إلى أن كل الوسائل الإعلامية لا تسمح لك بالحديث عن تلك الممارسات لأن لا صوت يعلو على صوت محاربة الإرهاب، وبالتالي لا يمكن أن تتكلم إلا عن ما يقوم به تنظيم الدولة.
ويقول في حديث لـ”عربي21“: “حتى التغطية العربية من قبل الوسائل الإعلامية المحسوبة أنها مناصرة للثورة السورية هي تقوم بتغطية خجولة أيضا مخافة تنصيفها بأنها تدعم وتروج للإرهاب، وخاصة بعد الأزمة الخليجية، ومن هنا تأتي تغطيتها غير واضحة لحجم هكذا تهجير وقتل ممنهج”.