استضافت مدينة إسطنبول، ندوة حوارية جمع بين إعلاميين وصحفيين عرب وأتراك، تبادلوا خلالها الأفكار والمقترحات حول توثيق التعاون والعلاقات ما بين الإعلاميين التركي والعربي المتواجد في اسطنبول، في العديد من المجالات.
وأقيمت الندوة التي نظمها اتحاد الإعلام العربي بالتعاون مع قناة “تي آر تي العربية”، أمس الثلاثاء في قضاء كوتشوك تشكمجة بإسطنبول، شدد فيها المشاركون على ضرورة تعميق مساحات التعاون المشترك بين الإعلام التركي ووسائل الإعلام العربية العاملة في تركيا، والتي يتمركز أغلبها في إسطنبول.
وفي كلمته الافتتاحية أشار خالد منصور المنسق العام لاتحاد الإعلام العربي، إلى أن “المؤسسات الإعلامية العربية العاملة في تركيا اختارت هذا البلد نظراً لما يحمله من رؤىً مشتركة، تتوافق مع ما تطرحه تلك المؤسسات، وتحدث عن ضرورة إيجاد مساحات عملية لتحقيق ديمومة واستمرارية تلك الرؤى والأطروحات المشتركة.”
بدوره قال رسول سردار أتاش مدير قناة TRT العربية، إنه “حان الوقت لايجاد مساحة تعاون مشترك بين الطرفين، تسهم في توثيق العلاقات بينهما وفي تعريف المشاهد العربي بحقيقة ما يجري في تركيا، وأيضا في تعريف المشاهد التركي أكثر على العالم العربي، مشيراً إلى أن ما يربط تركيا والعالم العربي من علاقات تاريخية وصلات ممتدة في كافة المجالات.
ورأى ممثل قناة الشرق في الندوة أيمن نور، أن المجتمع العربي وعلى الرغم من قربه جغرافياً من المجتمع التركي، إلا انه لا زال يعاني من ضعف في التواصل، وضيق في قنوات الحوار بين الطرفين.
من جهتها قالت هلال قابلان ممثلة صحيفة صباح التركية، إن على وسائل الإعلام العربية المتواجدة في تركيا، أن تلعب دوراً بارزاً في التعريف بتركيا وبدورها في المنطقة، ما يخص عملية غصن الزيتون على سبيل المثال، يجب أن تساهم هذه الوسائل الإعلامية في ترسيخ فكرة أن هذه العملية ليست لصالح تركيا وأمنها فقط، بل هي من أجل المنطقة ومصالحها وأمنها ووحدة الأراضي السورية أيضاً.
أما إسماعيل خالص ممثل صحيفة يني شفق التركية، فأشار إلى ضرورة وجود قنوات تركية تعكس تطورات واحداث العالم العربي مثلما هناك قنوات عربية تنقل ما يجري في تركيا إلى العالم العربي.
وحضر اللقاء من الجانب التركي عدد من المؤسسات الإعلامية من بينها قناة “تي آر تي” العربية، و”تي آر تي وورلد” الإنكليزية، ووكالة الأناضول، وقناة A Haber، وصحيفتي صباح ويني شفق وغيرها من القنوات التركية.
فيما حضر اللقاء العديد من القنوات العربية، منها قناة الرافدين العراقية ومكملين المصرية، وقناة الشرق المصربة، والقناة التاسعة، وقناة وطن المصرية، بالإضافة إلى قناتي حلب اليوم وقناة الجسر السورييتين، وراديو مسك وقناة الوعي العربي وغيرها.
كما حضر الندوة الحوارية العديد من الشخصيات العربية والتركية الإعلامية، منهم “خالد منصور” المنسق العام لاتحاد الإعلام العربي، ومالك قناة الشرق “أيمن نور”، ومدير قناة “تي آر تي العربية” “رسول سردار”، و”محمد أوزتورك”، رئيس تحرير النشرات الأجنبية بوكالة الأناضول.
ونجحت تركيا في استقطاب أعداد كبيرة من الإعلاميين العرب، بفضل مساحة الحرية الممنوحة للإعلام، وغياب التدخلات والإملاءات السياسية والأمنية، إلى جانب البنية التحتية المناسبة، بحسب العديد من الصحفيين والإعلاميين.
ويتواجد في تركيا وفق إحصائية للأناضول، أكثر من 3 آلاف إعلامي عربي يعملون في عشرات المواقع الإلكترونية والفضائيات والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية.
ويعتبر الإعلاميين العرب مدينة إسطنبول على وجه الخصوص عاصمة للإعلام العربي، ومركزا للإعلام المعبر عن ثورات الربيع العربي، الرافض للقمع والقهر والثورات المضادة.
وتعنى تلك الوسائل الإعلامية بتغطية أحداث الربيع العربي، والمنعطفات السياسية للقضية الفلسطينية، إلى جانب قضايا إقليمية وعالمية.