قال ممثلو الادعاء في إيطاليا، أمس الإثنين إن رجال عصابات إيطاليين سيطروا على إدارة أحد أكبر مراكز استقبال اللاجئين إلى أوروبا واستغلوا منظمة خيرية “كاثوليكية” كستار للاستيلاء على ملايين اليورو من أموال تخصصها الدولة لرعاية الوافدين الجدد.
واعتقلت الشرطة 68 شخصاً في مداهمات في الصباح الباكر في أقصى جنوب إيطاليا بينهم قس ورئيس جمعية “ميزيريكورديا” المحلية التي تدير مركز “سانت آنا كارا” للمهاجرين ببلدة إيزولا كابو ريزوتو.
ويتسع المركز المحاط بالسياج لنحو 1200 مهاجر وقال الادعاء إن “أفراداً من مافيا ندرانغيتا تمكنوا من اختراق العمليات قبل نحو ثماني سنوات على الأقل وتولوا إدارة خدمات رئيسية مثل توريد الأطعمة والمغاسل”.
وقال “نيكولا جراتري” ممثل الادعاء في مؤتمر صحفي “إذا كان يتعين أن يتناول 500 مهاجر طعام الغداء ستصل 250 وجبة فقط إلى المركز، ويضطر الآخرون لتناول الطعام إما في المساء أو في اليوم التالي”.
وأضاف “في الوقت نفسه ازداد رئيس جمعية ميزيريكورديا والقس وأصدقاؤهما ثراء واشتروا سيارات فارهة وشققا وزوارق.”
ولم يصدر تعليق من أي ممن تم القبض عليهم، وقالت جمعية “ميزيريكورديا” الرئيسية التي مقرها فلورنسا في بيان إنها “تثق تماماً في القضاء وستضع مركز المهاجرين الجنوبي تحت إدارة خاصة”.
وقال “جراتري” إن “الشرطة صادرت بضائع وعقارات بلغت قيمتها 84 مليون يورو في مداهماتها في الصباح الباكر، وعثرت على 200 ألف يورو (220 ألف دولار) في منزل رجل أعلن لمسؤولي الضرائب أن دخله السنوي لا يزيد على 800 يورو”.
وأثنت روزي بيندي رئيسة لجنة مكافحة المافيا بالبرلمان على العملية الأمنية.
وقالت “تظهر هذه العملية قدرة المافيا على الاستفادة من نقاط ضعف وهشاشة هذه المرحلة التي نعيشها بأسلوبها المفترس الطفيلي”.
وذكرت الشرطة أن “الكثير من المعتقلين ينتمون إلى أحد فروع مافيا ندرانغيتا وهي أكبر عصابات الجريمة المنظمة في إيطاليا وأحد أكبر مهربي الكوكايين إلى أوروبا”.
وقال بيان الشرطة إنها “تشتبه أيضاً في أن العصابة تدخلت في إدارة مركز للمهاجرين في جزيرة لامبيدوزا الجنوبية التي تقع على الخط الأمامي في أزمة المهاجرين الإيطالية”.
ووصل أكثر من نصف مليون مهاجر إلى إيطاليا منذ 2014 معظمهم على متن قوارب من ليبيا القريبة.
وفتحت الحكومة مراكز استقبال في أرجاء البلاد لرعاية الوافدين الجدد.
وتمنح الحكومة مركز إيزولا كابو ريزوتو حوالي 16 مليون يورو (17.5 مليون دولار) في السنة لإيواء وإطعام المهاجرين.