أخليت اليوم الجمعة الدفعة الثانية من سكان حي برزة في العاصمة السورية دمشق بالإضافة للدفعة الأولى من سكان حي تشرين شرقي دمشق ضمن الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي بين النظام وأطراف ممثلة للحيين.
ونص الاتفاق على خروج من لا يرغبون بتسليم أنفسهم للنظام السوري سواء كانوا مدنيين أم من عناصر المعارضة المسلحة إلى مناطق في إدلب شمال سوريا.
وتم إجلاء 664 مدنيا ومسلحا في الدفعة الثانية على متن حافلات بالإضافة إلى دخول حافلات أخرى إلى حي تشرين لنقل الراغبين بالانتقال إلى إدلب لكن دون معرفة عددهم وفقا لمصادر في المعارضة السورية.
وجاء في الاتفاق المبرم بين النظام والمعارضة أن قرابة 10 آلاف مدني وعسكري من أصل نحو 40 ألفا سيتم إخراجهم إلى إدلب على دفعات تستمر خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وكان النظام شدد من حصاره وكثف هجماته على حي القابون الدمشقي لإجبار السكان على القبول باتفاق لتهجيرهم من المنطقة وتم قصف الحي بالطائرات والمدفعية.
أنفاق الغوطة
وفي سياق متصل قال سكان في ريف دمشق الشرقي المحاصر إن هجوما للنظام السوري على جيب للمعارضة قطع الإمدادات عن شبكة أنفاق كانت تزود المنطقة بالوقود والغذاء.
وأوضح السكان أن النظام هاجم موقعا للمعارضة قرب العاصمة دمشق ما تسبب في انقطاع كافة الإمدادات الضرورية وتسبب في رفع جنوني للأسعار.
وقال عدنان وهو رئيس جمعية إغاثية محلية لوسائل إعلان إن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني والسكان أصابهم اليأس لعدم قدرتهم على شراء الأغذية بسبب إقفال الأنفاق.
وارتفعت أسطوانة غاز الطهي إلى مستويات كبيرة أكثر بأربع مرات على أسعارها قبل الهجوم وبأكثر من 20 ضعفا عن سعرها في العاصمة دمشق.
ويقول رئيس الجمعية الإغاثية إنهم كانوا يحصلون على الأرز والعدس والسلع الأخرى عن الأنفاق لكن هذا كله توقف الآن.
ويدفع التضييق الجديد على المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق إلى الاستعداد لنقص شديد في الإمدادات ربما يستمر لما بعد حلول فصل الشتاء المقبل.
بدوره قال حمزة بيرقدار المتحدث باسم جيش الإسلام في الغوطة إن هذ الحملة تهدف لخنق كامل للغوطة وإغلاق المعابر والأنفاق بشكل نهائي.
من جانبه قال ناشط في الغوطة قام بتهريب أدوية عبر أحد الأنفاق إن هذا الوضع خلق سوقا للمنتفعين عبر تهريب السلع ورفع الأسعار بشكل كبير.
وأوضح الناشط الذي لم يفصح عن اسمه أن أسعار السلع ارتفعت بفعل دفع أموال عند نقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وللمعارضة المسلحة التي تسيطر على الأنفاق.
الاستسلام مرفوض
بيرقدار وردا على رسائل النظام بضرورة التفاوض لتسليم الغوطة قال: “نحن على استعداد تام للتفاوض على وقف حمام الدم الذي يمارسه النظام.. ولكن لا يمكن القبول بأي مفاوضات تؤدي إلى الاستسلام” واستبعد التوصل لاتفاق إخلاء محلي.
وتقول الحكومة إن مثل هذه الاتفاقات تنجح فيما أخفقت فيه محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. وتصف المعارضة الأمر بأنه استراتيجية للتهجير القسري بعد سنوات من الحصار وهو أسلوب في الحرب تدينه الأمم المتحدة وتقول إنه جريمة حرب.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من مجاعة وشيكة ما لم تصل المساعدات إلى الغوطة الشرقية حيث تعطل إرسال المساعدة الدولية طويلا. وحملت قافلة دخلت الأسبوع الماضي لأول مرة منذ شهور الغذاء والإمدادات لنحو عشرة في المئة من السكان فحسب.
وقال عدنان رئيس جمعية الإغاثة المحلية “الناس صارت تهجم على الأسواق لتخزن بالبيت لأنه في إلها تجربة مريرة في 2013” عندما تعرضت بلداتهم للحصار لأول مرة.
وفي داخل الغوطة قال عدنان إن التجار جمعوا في مخازن كبيرة إمدادات قد تكفيهم شهورا في حين سيجني السكان محاصيلهم فيما تبقى من أرض زراعية بالمنطقة في الصيف مضيفا “الوضع حيسوء لما راح يدخل فصل الشتاء”.
وفي سياق متصل لا زالت معاناة السوريين الذي هجرتهم المليشيات الكردية من مناطقهم في تل أبيض قبل سنوات مستمرة حتى اليوم.
ولا يزال التسعيني جاسم المحلي من سكان تل أبيض والذي لجأ إلى تركيا يعاني من آثار إصابته برصاص مليشيات وحدات الحماية الكردية بعد اجتياحها لتل أبيض قبل 3 أعوام.
وقال المحلي إن قوات المليشيات الكردية طردتهم من منزله مع زوجته تحت تهديد السلاح في بلدة تل تمر التابعة لتل أبيض قرب الرقة.
ولفت إلى أن المليشيات لم تترد في إطلاق النار عليه وعلى زوجته بعد رفضه إخلاء المنزل وأصابوهما بجروح
وأشار محلي أنه يعيش في ظل ظروف صعبة بمنزل يتكون من غرفة واحدة في أحد أحياء قضاء “أيوبية” في ولاية شانلي أورفة التركية وبمعونات ومساعدات الخيرين في القضاء.
من جانبها قالت زوجته فاطمة محلي إن العناصر الكردية أحرقت منزلهما بعد أن هجروهما.
إلى ذلك وثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا اعتقال 1602 من اللاجئين الفلسطينيين منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقالت المجموعة في بيان لها إن أعداد المعتقلين تزايدت في الآونة الأخيرة وشهدت الأشهر الثلاثة الماضية اعتقال 450 فلسطينيا.
وكانت الأمم المتحدة قدرت عدد اللاجئين الفلسطينيين المتبقين في سوريا بـ 450 ألف لاجئ من أصل 550 ألفا 95 بالمائة منهم بحاجة لمساعدات.