تستعد كافة القوى السياسية المصرية من رافضي الانقلاب العسكري لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير من خلال التنسيق المشترك لعدد من الفعاليات والرسائل الثورية، التي تؤكد أنهم ماضون في طريق ثورتهم حتى يخلصوا مصر من حكم العسكر الجاثم على صدرها منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
وأجمعت على أن إحياء الذكرى يعتمد على فعاليات جماهيرية بمشاركة كافة أعضاء الجالية المصرية بتركيا، من خلال مؤتمر جماهيري ضخم بأحد ميادين إسطنبول إضافة إلى مؤتمرين جماهيريين، أحدهما يضم كافة شباب الثورة الفاعلين في الخارج، والآخر يضم كافة رموز القوى السياسية والوطنية في تركيا وأوربا.. فضلا عن مفاجآت أخرى لم يعلن عنها…
“ثورتنا شبابية”
في البداية يؤكد النائب البرلماني صابر أبو الفتوح أنه في ظل الذكرى السابعة لثورة يناير والتي فجرها الشباب وحملوها على أكتافهم؛ لن ننسى أهداف الثورة المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التي كان يطمح لها الشباب، أملاً في أن يكون زمام الثورة بأيديهم.
وأضاف أننا نرتب كقوى سياسية لتنظيم وقفة احتجاجية جماهيرية ضخمة لرافضي الانقلاب، أمام القنصلية المصرية بإسطنبول والتي تمثل سلطات الانقلاب في تركيا؛ لنؤكد لهم أن الشباب هم عماد الثورة ومستمرون حتى يحققوا أهداف ثورتهم، إضافة إلى مؤتمر صحفي تشارك فيه مختلف القوى السياسية الرافضة لحكم العسكر وانهيار الأوضاع في مصر وسيكون عماد المؤتمر الشباب لتأكيد هذه الرسالة بان الشباب هم من قاموا بثورة 2011 ومستمرون حتى الآن وحتى يحققوا أهداف ثورتهم.
وهناك ترتيبات لعقد مؤتمر جماهيري ضخم في أحد ميادين إسطنبول الشهيرة وستشارك فيه كافة القوى السياسية من مختلف الأطياف ممن شاركوا في ثورة 25 يناير في 2011 وهم من يحيون ذكراها السابعة في 2018 لنؤكد للانقلابيين أننا حريصون على إحياء ثورتنا والاستمرار في دعم الحالة الثورية حتى تنجح وتحقق أهدافها.
وقال إن الثورة التي سرقها العسكر ويحاول بكل جهده للقضاء عليها إلا أننا نؤكد في هذه الفعاليات على أن شباب مصر لم ينسوا ثورتهم ولم يتخلوا عنها وسيستمرون حتى تحرير مصر من الاحتلال العسكري الجاثم على صدرها وتتحقق لمصر نهضتها وتحقق أهدافها بتوفير العيش والحرية والكرامة الإنسانية وتعود لمصر كرامتها ونهضتها.
وأوضح أن رافضي الانقلاب لم يخرجوا الا ليعودوا بعد أن يكسروا هذا الانقلاب ويحرروا مصر من حكم العسكر الخونة الذين باعوا البلاد واغتصبوا النساء ونهبوا خيرات الوطن، وسنعود وفي المقدمة أمامنا الشباب.
توحيد المعارضة
وقال جمال الجمل إننا نرتب لعقد مؤتمر لتوحيد المعارضة في إسطنبول وأوروبا والخارج بشكل عام ويسبق ذلك بالطبع تنظيم ورش عمل وجلسات نقاش مصغرة من أجل توحيد المعارضة من خلال كافة وسائل التواصل المختلفة ومن كافة أطياف المعارضة المصرية لنستعيد نفس الروح التي سادت أيام ثورة 25 يناير حيث كان الجميع على قلب رجل واحد .
وأضاف أن هناك تصورا بأنه قبل حلول ذكرى 25 يناير تكون قد تبلورت فكرة توحيد حقيقي لصفوف رافضي حالة الانهيار والقمع السياسي الذي تعيشه مصر؛ لاسيما أن حالة الانتخابات التي ستشهدها مصر كشفت عن حالة الضعف والترهل في كافة صفوف القوى السياسية الحالية الأمر الذي يفتح المجال أمام عبد الفتاح السيسي ومن معه بالانفراد بالملعب، ولابد من بناء كتلة موحدة متماسكة تكون عابرة للأيديولوجيات و التحزب، وتكون قوية وفاعلة وقادرة على مواجهة نظام السيسي وقائمة على أساس المواطنة لمواجهة القمع والقهر والظلم .
وأوضح أن هذا كلام عملي ونحن ما زلنا نرتب للاتفاق على الملامح النهائية لتفاصيل هذا المؤتمر الضخم.
لكن فكرة مراجعة الحال الهزيل للمعارضة الرافضة لنظام السيسي العسكري القمعي وهذه المرحلة الخطيرة من عمر مصر والتركيبة التي تحكم مصر بما فيها من فساد مالي إداري وعسكري وسياسي وخلال تحركاتنا توجد أطراف كثيرة من الداخل ومتحركة ولا فرق بين الخارج والداخل لأننا في النهاية تهمنا مصلحة الوطن.. كسر حاجز الداخل والخارج .
“حملات التشويه”
بينما يرى قطب العربي رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام والأمين المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة المصري، أنه عادة يسعى المصريون رافضو الانقلاب في إسطنبول لإحياء روح يناير في كل عام في مواجهة حملات التشويه التي تتعرض لها على يد أذرع النظام السياسية والإعلامية والفنية، ففي العام الماضي مثلا دشنوا حملة يناير يجمعنا والتي ضمت رموزا من مختلف القوى الرافضة للانقلاب في الخارج، وفِي الأغلب يمكن أن يطلقوا حملة شبيهة هذا العام للحفاظ على روح يناير وزخمها.
ويضيف العربي أن هناك بالطبع جهودا للقنوات التليفزيونية الرافضة للانقلاب وبرامج خاصة لهذه المناسبة، وربما كانت التسريبات التي تبثها لتوجيهات المخابرات للأدرع الإعلامية هي وجبة دسمة في رحاب ذكرى ثورة يناير التي منحت الإعلام أعلى سقف للحرية ثم جاء الانقلاب على الثورة والرئيس المنتخب ليعيد الإعلام إلى صورة أسوأ مما حدث في أي عهد سابق.
“ثورتنا حية نابضة”
من جهته أكد الكاتب الصحفي خالد الشريف المتحدث الإعلامي لتحالف دعم الشرعية أنه رغم مرور سبع سنوات على 25 يناير إلا أنها ما زالت حية نابضة في قلوب المصريين بل يؤكدون أن الثورة ما زالت مستمرة رغم عودة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والسياسية أكثر سواء ونظام السيسي أكثر قمعا من نظام مبارك.. لكن المناهضين للسيسي ونظامه يشعرون بأن في استطاعتهم كسر هذا الانقلاب خاصة أنهم استطاعوا في 25 يناير إسقاط أكبر نظام استبدادي في الشرق الأوسط.. وانتصرت إرادة الجماهير بسلميتها وعفويتها.
وأضاف الشريف، أن على الثوار أن يذكروا أخطاءهم التي ضاعت بسببها الثورة ومنها فرقة الثوار وتلاعب العسكر بالقوى الليبرالية وترك ميدان التحرير يوم تنحي مبارك وعدم تطهير أجهزة الدولة من رجالات مبارك وعدم التوافق والوحدة بعد نجاح أول رئيس منتخب، الدكتور محمد مرسي… اليوم كل القوى الثورية تعلم أن الاصطفاف والوحدة والتكاتف هي سبيلها لاستعادة الثورة.. وإن لا يزال في الوقت متسع للانتصار على قوى الاستبداد الدكتاتورية.. فكل الأجواء مهيأة لاندلاع الثورة وانتصار الجماهير.
25 يناير.. نقطة مضيئة لا تستنسخ
وأكد رئيس مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي، أن ثورة 25 يناير ستظل هي أهم إنجازات الشعب المصري خلال المائة عام الماضية، فقد استطاع الشعب إزاحة ومحاكمة رموز نظام أفسد البلاد واستأثر بثرواتها، وإن كانت لم تستطع أن تحقق أو تستكمل أهدافها، ولكنها ستبقى نقطة مضيئة في تاريخ الشعب المصري.
وأضاف أنه ينبغي أن نستلهم من 25 يناير تلك الروح التي سادت بين شركاء الثورة خلال 18 يوما، تجلت فيها قدرتهم علي التفاهم والتشارك والعمل رغم اختلاف الأفكار والأيديولوجيات.
وقال بيومي إنه لا ينبغي أن نحاول استنساخ 25 يناير والسعي وراء تكرار الحلم في نفس تاريخه وبنفس وسائله، فهذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه جمهور المناهضين للنظام والمعارضين لسياسته.
وأكد النائب ببرلمان الثورة محمد مسعد الخزرجي، أنه آن الأوان أن يتوحد جميع رافضي الانقلاب العسكري والفساد والقمع والاستبداد والسرقة والنهب والخيانة والفشل والانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتبعية التي يسير في ركابها عسكر الغدر، وأن يقفوا صفا واحدا ضد كل ما سبق لاسترداد مصر المخطوفة وإعادتها إلى حضن الشعب المصري بحق.
وأضاف أن توحيد جبهة المناوئين لانقلاب العسكر أصبح اليوم أمرا حتميا وضرورة لا غنى عنها وليست رفاهية حيث يسير العسكر في مخططهم لإغراق مصر في وحل التخلف والقمع والانهيار والتفكك دون توقف ولا بد من إيقافهم والانطلاق نحو ذلك في هذه الذكرى الرائعة في 25 يناير.