البرلمان الألماني سيناقش تفصيلات لاحقة، و”قانون الترحيل” في حيز التنفيذ ..
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
يبدو أن كلمة وزير الداخلية الألماني “مايتسرا” التي أدلى بها بها في الشهر الفائت: “قد ينهـار نظام اللجـوء في ألمانيا فجـأة“، لم تكن عبثية أبداً فلقد عكست التحركات التي مضت بها حكومة ميركل لحلّ جذري لمشكلة اللاجئين المتفاقمة في ألمانيا، إذ كان من المتوقع أن يصل أعداد الطلبات المقدمة للجوء إلى 450 ألف طلب.
ليصدر في وقت سابق من هذا الأسبوع تعديل جديد على قانون اللجوء في ألمانيا يعد كارثة لآلاف السوريين الذين دفعوا كل ما يملكون وخاطروا بحياتهم وحياة أطفالهم للوصول إلى بلاد الرفاه والرخاء والراحة كما كانوا يتخيلون.
فألمانيا التي كان يحلم بها آلاف الشباب المهاجر مع صورة ذهنية هي أقرب للأحلام باتت تقول لهؤلاء: “إمّا أن تدرس وتقدم أو تعمل وتندمج أو تعود إلى سوريا”.
فلقد أصدرت الحكومة الألمانية جملة من التعديلات التي تسهلّ لبعض الأجانب الحصول على إقامة دائمة، وتضع آلافاً أخرين تحت بند “الترحيل القسري العاجل“، ونصّ القانون الجديد بحسب القناة الألمانية DW أن تُمنح الإقامة للأشخاص الذين :
- قضوا فترة طويلة على أرض المانيا : ثماني سنوات للبالغين، وستة سنوات في حال مرافقته لأطفال صغار، وأربع سنوات في حال الشباب.
- يتقنون اللغة الألمانية أو يتوقع ذلك قريباً.
- قادرون على العمل مع إبداء علامات جيدة للانخراط في المجتمع الألماني، ويدبرون سبل عيشهم.
وحقيقة الأمر أن المستفيد من هذا القانون لا يتعدَ عشرة آلاف لاجئ من السوريين وغيرهم، لينص القانون في بند آخر على تسهيل إجراءات الترحيل عبر مخيم إجباري لا تتعدَ فيه فترة الترحيل إلى البلد التي دخل نفذ منها اللاجئ إلى “أربعة أيام” فقط وكحدٍ أقصى، مع فرض حظر مؤقت على عودة الأجانب المرحلين من ألمانيا لمدة قد تصل إلى خمس سنوات.
في حين أعطى القانون استثناءً يقضي بإعادة النظر في ترحيل أو منح الإقامة لأصحاب الشهادات والخريجين وسواهم من الأكاديمين، لتُبقي ألمانيا الفئة التي ترفد سوق العمل لديها من النخبة العلمية وترحل آلاف مؤلفة ممن هربوا من جحيم الأسد إلى قلب أروربا الرحيم!.
الجدير بالذكر أن الشعب الألماني عموماً يبدي علامات امتعاض من موضوع اللاجئين المتزايد، ويقول روني الشاب الألماني العامل في مجال البناء: “كيف يمكنني أن أرى لاجئاً يحمل موبايل آي فون ويرتدي حذاء أديداز وهو متسول على أعتاب المساعدات الإجتماعية، وأنا أعمل طوال النهار كي أدفع لهذا المتسول من ضرائبي ثمن حاجياته التي لا أستطيع أن أشتري مثلها؟!”.
لتشطب بذلك جنة أخرى على الأرض كنّا نظنها ألمانيا!.
موضوع مشابه :
حالات اعتداء في ألمانيا وحرائق في مراكز اللجوء