علّقت أغلب مكاتب الصرافة في سوريا عملها مع استمرار ارتفاع قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بفعل تحرك المصرف المركزي ودفعه الدولار إلى مزيد من الخسائر.
وكسر سعر صرف الدولار اليوم، الثلاثاء 28 تشرين الثاني، حاجز الـ 400 ليرة هبوطًا، وسجّل في بعض المناطق السورية 390 ليرة للدولار الواحد.
التراجع الكبير جاء بعد أن اتخذ المصرف المركزي أمس خطوة مفاجئة بتخفيض سعر الصرف الرسمي إلى ما دون السعر في السوق الموازي، ووصلت نسبة التخفيض إلى 11.43%.
وجرّ تحرك المركزي مزيدًا من الانخفاض لسعر السوق الموازي، وهو ما دفع أغلب المتعاملين بالدولار إلى وقف تعاملاتهم والامتناع عن بيع وشراء الدولار.
وتوقفت مكاتب الصرافة في غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وبالنسبة لصرافي السوق السوداء في مناطق سيطرة النظام، فيما استمرت المكاتب المرخصة المرتبطة بالمركزي بشراء الدولار، بسعر أعلى من السوق السوداء.
“تكتيك” لا منافسة
فيما يدور الحديث عن عملية منافسة بين المركزي والتجار لسحب الأول القطع الأجنبي من السوق وإعادة بيعه بعد رفع سعر الصرف مجددًا، يشير صيارفة مرتبطين بالمركزي إلى أن العملية تأتي في ظل المطالبة بتحرير العرض النقدي لليرة السورية في الأسواق.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية، المقربة من النظام، عن صاحب مكتب صرافة مرخّص قوله إن التحرك الأخير للمركزي جاء نتيجة تحسن الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي والعوامل النفسية المرتبطة بها.
نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، عمار البردان، أكد لـ “الوطن” أن المركزي يسعى إلى تثبيت سعر صرف الدولار عند 430 ليرة، وتثبيت سعر السوق السوداء عن 400 ليرة بهدف تحقيق الاستقرار في السوق.
المواطنون “غاضبون”
من المفترض أن يحسن ارتفاع قيمة الليرة من توقعات المواطنين إلا أن ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو سلبية ومتشائمة.
وخلق هبوط سعر صرف الدولار حالة من الترقب لأسعار السلع والمنتجات، إلا أن الأسواق حافظت على أسعارها، وهو ما أثار غضب السوريين.
كما ولّد الانخفاض الكبير مخاوف من احتكار التجار للسلع وتخفيض مستوى الحركة التجارية، مشا يؤدي إلى ارتفاع بعض المواد.