المهندس السوري .. 14 ساعة عمل في فرن!
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
في تركيا يبحث كثير من الشباب السوري عن فرصة عمل مناسبة تؤمن لهم ولعائلاتهم فرص عيش كريم في تركيا، وفي اسطنبول التي تعتبر مقصد عدد كبير من السوريين الباحثين عم فرص العمل يختلف الواقع عن الحلم المرسوم أو الصورة المتوقعة في أدنى صورها.
فرغم الدراسة الأكاديمية والتحصيل العلمي الجيد وبعض الخبرات السابقة في سوق العمل لا يجدّ الشاب الجامعي السوري فرصة عمل تناسب مقدراته ومؤهلاته العلمية بسهولة، وذلك ببساطة يعود لاختلاف اللغة واعتماد الشركات التركية أساساً على على حملة الشهادات التركية والأوروبية.
محامون في المطاعم !
ففي أحد مطاعم السوريين في بلدية الفاتح في اسطنبول يروي لنا عادل وهو حامل لشهادة حقوقية ظروف عمله في المطعم كنادل بدوام يومي يتجاوز 13 ساعة وراتب لا يتجاوز 900 ليرة تركية، يتحدث عادل أنه راضٍ حالياً بهذا العمل لأنه يفضله على العمل في فرن أو ورشة صباغة لكون العمل أسهل من الناحية الجسدية مع نفس عدد ساعات الدوام أو الراتب الشهري.
وأما عدي وهو محاسب في مطعم أخر مجاور للمطعم الذي يعمل فيه عادل فيقول أن عدة أشخاص يأتون يومياً للسؤال عن حاجة المطعم لعمال، رغم أن الكثير منهم يحملون شهادات هندسة وطب وحقوق واختصاصات جامعية اخرى.
ورغم اتقان نسبة جيدة من العمالة السورية للغة التركية يبق العرض أقل بكثير من الطلب، فأعداد السوريين الباحثين عن عمل جيد أكبر بكثير من الفرص المتوفرة في السوق، رغم افتتاح عدد لا بأس به من الشركات السورية التي تشغل السوريين.
والقصة ذاتها تتكرر مع ضياء المهندس المعماري ذو الخبرة العالية، ومع نضال خريج الهندسة المعلوماتية، ومع كثير من السوريين الذين لم يستطيعوا العيش في قراهم وبلداتهم تحت رحمة براميل نظام الأسد.
الأطباء المترجمون .. قصة أخرى!
وفي القطاع الطبي يحاول عشرات الأطباء الخريجين إيجاد عمل مناسب كطبيب يغطي احتياجاتهم المالية، إلا أنّ تعديل الشهادات الجامعية متوقف الآن في تركيا لانقطاع التواصل بين وزارتي الخارجية التركية والسورية. الأمر الذي يدفع الأطباء السوريين للعمل في مجال غير طبي أو العمل في جمعيات ومؤسسات إنسانية غير نظامية مهددة في أي وقت بالإغلاق والتشميع.
ويكاد يجمع أغلب الشباب أن أنجح الطرق لاقتحام سوق العمل التركي هو الاستقلالية والتدريج، أي “المشاريع الصغيرة المستقلة” ذات رأس المال المحدود بدءاً من مشاريع البقاليات السورية أو السكن الشبابي أو بيع وشراء السيارات أو نقل البضائع أو ورشات الخياطة الصغيرة، لتبقى مشاكل عالقة لكل مشروع تحد من قدرة صاحب العمل الجديد على توسعته.
الجدير بالذكر أن صعوبة الحصول على أذونات العمل وبطء الإجراءات يزيد من مشقة الشباب السوريين، وخصوصاً مع التغييرات الكثيرة التي تجريها الحكومة التركية في موضوع تشغيل العمالة السورية في الأسواق التركية، الأمر الذي يضع الشاب الجامعي السوري بين مطرقة البحث عن العمل المناسب وسندان الهجرة بطرقه المميتة ومآلاته الغامضة.