الشركات الروسية توقف أعمالها الإنتاجية داخل سوريا .. والحقول البحرية لن تعمل قبل 5 أعوام
يبدو أن روسيا تتخلى عن حليفها الاستراتيجي شيئاً فشيئاً، إذ أكد اتحاد صناعة النفط والغاز الروسي أن شركات الطاقة الروسية ستتوقف عن تنفيذ التزاماتها التعاقدية في سوريا، ولن تعاود العمل فيها إلى حين انتهاء الحرب واستقرار الوضع الأمني في البلاد وانتهاء المخاطر التي تواجه الاستثمارات الخارجية.
وقال المدير التنفيذي لاتحاد شركات صناعة النفط والغاز الروسي عيسى غوتشيتل: “في حال توقف الأعمال القتالية، واستقرار الوضع في سوريا، فإن الشركات الروسية التي جمدت أعمالها هناك بسبب الحرب الأهلية، ستكون جاهزة في وقت قصير لاستئناف نشاطها في تنفيذ مشاريع تم التعاقد عليها قبل الأزمة بقيمة إجمالية لا تقل عن 1.6 مليار دولار”.
كما أن شركة “SIBUR” الروسية القابضة المختصة في صناعة البتروكيماويات والغاز كان قد نفت كل الأنباء المتعلقة بعزمها عن توريد شحنات غاز البترول المسال إلى سوريا.
وتبعاً لوكالة نوفوستي الروسية فإن قيمة الالتزامات التعاقدية لشركات النفط والغاز الروسية في سوريا تصل إلى 1.6 مليار دولار، في حين كشفت بيانات صادرة عن وزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن إجمالي خسائر العامين المنصرمين في قطاع النفط السوري تجاوز حوالي 6.4 مليار دولار أميركي، أغلبه على حساب الشركات الأجنبية المستثمرة في القطاع.
وفي حين يسيطر تنظيم الدولة على أغلب الحقول النفطية في سوريا، طالب كل من رئيس وزراء الأسد وائل الحلقي ووزير النفط سليمان عباس من نظيرهما الروسي غوتشيتل بتغطية احتياج البلاد من النفط الخام لتشغيل مصافي بانياس وطرطوس، وتأمين المنتجات النفطية للشعب والجيش قبل قدوم موسم الشتاء القادم.
كما ناقش الطرفان إمكانية تعاون الشركات الصينية والروسية في رفع مستوى إنتاج الخام من حقول النفط السورية التي لم تزل تحت سيطرة النظام.
الأمر الجدير بالذكر أن يوري شافرانيك رئيس مجلس إدارة شركة “سويوز نفط غاز” الروسية المسؤولة عن استكشاف حقول النفط في المياه الإقليمية السورية أن الكشف عن هذه الحقول سيستغرق ما لا يقل عن 5 أعوام، ملمحاً إلى إمكانية مد أنبوب نفطي بين سورية والعراق حال انتهاء الحرب في البلدين.