شبكة العاصمة اونلاين
بعد 8 أيام على آخر تغريدة في حساب «فؤادي عوني» على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، تأمل الحكومة التركية في أن تكون قد نجحت في إيقاف الحساب الأخطر في البلاد والذي تمكن صاحبه أو أصحابه من التلاعب بالحكومة والأمن لسنوات، وذلك عقب سلسلة اعتقالات طالت من يفترض أنهم على صلة بالحساب.
الحساب الذي يتابعه أكثر من 3 ملايين شخص انشئ قبل سنوات وبدأ ينشر أسرارا متنوعة عن الحياة السياسية، لكن أبرز ما أقدم عليه هو نشر الكثير من قرارات الحكومة التركية السرية، وتحركات الرئيس، وقرارات تنفيذية هامة قبل البدء في تطبيقها أو تعميمها، الأمر الذي أربك حسابات الحكومة طوال الفترة السابقة.
ونشر الحساب الذي تقول الحكومة إن مرتبطين بجماعة فتح الله غولن الذي اتهم بتدبير محاولة الانقلاب الأخيرة في البلاد يديرونه، نشر قبل أشهر قرارات وخطط الحكومة لاعتقال صحافيين وإغلاق مؤسسات إعلامية قبل تنفيذها وهو ما حصل بالفعل بعدها بأيام.
وبطريقة أشبه بأفلام الملاحقة البوليسية، داهمت قوات كبيرة من الشرطة التركية، قبل أيام، أحد المجمعات التجارية وقامت بعمليات تفتيش وبحث واسعة عن شخص قام باستخدام الحساب من أحد المقاهي بالمجمع، لكنها فشلت في الوصول إليه.
ونهاية الأسبوع الماضي، وفي إطار حملة التطهير ضد أنصار غولن العاملين في مؤسسات الدولة عقب الانقلاب الفاشل، قالت السلطات التركية إنها تمكنت من الوصول لهوية الشخص المسؤول عن إدارة الحساب من خلال عملية نفذتها وحدة خاصة من قوات الأمن التركي في مقرات تابعة لرئاسة الوزراء في العاصمة أنقرة.
وأوضحت السلطات أنها اعتقلت في هذه العملية عشرة من المهندسين الذين يعملون في قسم الحاسوب والشبكات في رئاسة الوزراء، لكن مصادر أخرى قالت إن المعتقلين هم أشخاص يمدون فؤاد عوني بالمعلومات المسربة من داخل مؤسسات الدولة.
لكن عوني عاد لينشر بعد ذلك مباشرة تغريدة يكذِّب فيها الأخبار التي تحدث عن اعتقاله قائلاً «هل تمكنتم مجدداً من القبض على فؤاد عوني! ها أنا على رأس عملي، أنا من يقرر إغلاق هذا الحساب»، وأضاف: «لا تخافوا ولا تقلقوا، فمن يفترض خوفهم باتت أيامهم معدودة».
ومنذ تلك التغريدة التي مر عليها ثمانية أيام لم يسجل أي ظهور لـ«الرجل الخفي» حيث لم ينشر أي تغريدة وهو المؤشر الذي أنعش آمال الحكومة وأجهزة الأمن باحتمال تفكك الشبكة المسؤولة عن إدارة الحساب وتسريب المعلومات له بعد اعتقال جميع أو جزء من أفراد المجموعة.
وبحسب آخر ما توصلت إليه التحقيقات القضائية في تركيا حول الحساب، فإن الحساب فتح للمرة الأولى تحت اسم «msaidsolak» من مدينة فان جنوبي البلاد، ولاحقاً تم تغيير اسم الحساب إلى «فؤاد عوني» الذي يواصل العمل به حتى الآن.
ومن خلال تحليل المحتوى وطريقة وأسلوب الكتابة ترجح الشرطة أن ثلاثة أشخاص على الأقل يقومون بالنشر على الحساب بالتعاون مع شبكة من أنصار غولن المتغلغلين في دوائر حساسة بالدولة يزودونهم بالمعلومات والتسريبات، ويسود اعتقاد كبير أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة يتواجدون في الولايات المتحدة الأمريكية ويعملون به من هناك.
المصدر : القدس العربي