شبكة العاصمة اونلاين
انتشرت مؤخراً الكثير من الأخبار عن استخدام النظام لما أطلق عليه اسم “الصواريخ المظلية”، وعن كونها سلاحاً جديداً يستخدمه النظام، وعن فعاليته الشديدة ومستوى تدميره “غير المعهود”!.
حتى تحولت لمصدر رعب للمدنيين، بخاصة مع مشاهد الدمار الكبير الذي ينشر بشكل دائم مرافقاً لأخبار استخدامها.
البعض اعتبر أن هذه القنابل هي دعم روسي للأسد أو صناعة النظام، وأنها نوعية جديدة من البراميل المتفجرة دون ذكر أي مصدر حقيقي للمعلومات، لكن الواقع غير ذلك.
قنابل سوفيتية
الفكرة الأساسية التي تتعلق بما توافق الناشطون والإعلاميون على تسميته “الصواريخ المظلية”، هو أنها تمتلك مظلات تنفتح بعد إلقائها من الطائرة، الأمر الذي جعلها مميزة في نظر الإعلاميين والمدنيين وحتى العسكريين مقارنة بما تلقيه قوات الأسد عادة من قنابل.
الخطأ الأول في توصيف هذه “الصواريخ المظلية”، هو أنها قنابل وليست صواريخ، فهي لا تمتلك أي محركات صاروخية لدفعها بعد إلقائها من الطائرات، بل تعتمد على ثقلها وسرعتها الابتدائية للتوجه نحو الهدف، وهي بالمجمل غير موجهة ولا تحتوي أي منظومات توجيه وتحكم تساهم في توجيهها نحو الأهداف.
فعلياً بدأ النظام باستخدام “القنابل المظلية” منذ بدء حملته الجوية على الشعب السوري عام 2012، حيث يوجد العشرات أو المئات من الفيديوهات التي تظهر إلقاء طائرات النظام وخاصة طائرات ميغ 23 وسوخوي 22 و24 لهذه القنابل.
حيث يوجد العديد من هذه الفيديوهات تظهر هذه الطائرات وهي تلقي هذه القنابل، ولعل من أشهرها فيديو من داريا، تظهر فيه طائرة لم يحدد نوعها تلقي قنبلتين من هذا النوع، لتحدثا انفجاراً مدوياً وكماً كبيراً من الدمار.
مظلات!
الميزة التي تتمتع بها هذه القنابل، هي كونها تمتلك مظلات، تفتح بعد إلقائها من الطائرة وتميزها خلال سقوطها عن القنابل التي لا تمتلك مظلات.
يبدو أن امتلاك هذه القنابل للمظلات قد دفع المدنيين (ممن لا يملكون أي خلفية عسكرية) سواء من ناشطين وإعلاميين، لتصور أنها قنابل مميزة أو ذات فاعلية أكبر، بحكم امتلاكها للمظلات.
لكن الواقع أن هذه “القنابل المظلية” فعلياً ليست نوعاً واحداً فقط من القنابل، بل يوجد عدة أنواع منها يستخدمها جيش النظام وروسيا في سوريا.
فيوجد منها نوعية شديدة الانفجار وزن 500 كغ، ونوعية شديدة الانفجار كثيرة الشظايا وزن 500 كغ، ونوعية فراغية زنة 500 كغ أيضاً، وكل هذه الأنواع يستخدمها النظام منذ بداية الحرب ضد الشعب السوري، فلم يأت النظام بجديد، بل يبدو أنه يستثمر في موضوع الحرب النفسية ضد السوريين، بإطلاق إشاعات حول حصوله أو استخدامه لأسلحة جديدة في سوريا (ليس أولها القنابل الارتجاجية، وليس آخرها “الصواريخ المظلية”).
فهذه القنابل ليست مميزة في تأثيرها، وهي مجرد نوعيات مشتقة من قنابل أخرى استخدمت بكثرة، ولكن بعد إضافة المظلة (عادة ما يكون الهدف من المظلة هو السماح بإلقاء القنابل من ارتفاعات منخفضة تجنباً لمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية ولحماية الطائرة من شظايا انفجار هذه القنابل عند إلقائها من ارتفاعات لا تتجاوز عشرات الأمتار)، ولكن طائرات النظام وروسيا غير قادرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة خلال قصف المدنيين، ما يجبرهما على إلقائها من ارتفاعات عالية.
حيث يعرف عن القنابل المزودة بالمظلات أنها أقل دقة من قنابل السقوط الحر المتزنة بالزعانف فقط، بسبب التأثير الأفقي للرياح عليها، خصوصاً بسبب المظلة، وزمن سقوطها الكبير الناجم عن ارتفاعات القصف التي تتجاوز 4 إلى 6كم.
طرق التعامل مع هذه القنابل
يطبق مع هذه القنابل ما يطبق مع غيرها من الذخائر الجوية، من إنشاء الاستحكامات الهندسية المختلفة، وبخاصة السواتر ووسائط الدفاع السلبي من حفر فردية وخنادق، والمراقبة المستمرة للسماء بهدف ملاحظة إلقاء الطائرات لهذه القنابل، فزمن طيرانها الكبير يعطي فرصة للهرب منها أو الابتعاد عن دائرة التأثير العظمى لها على الأقل، خصوصاً عندما تكون قنابل فراغية لا تنفع معها الاستحكامات الهندسية المعتادة.
إضافة إلى نشر القوات، والتنقل المستور، والتنقل بكتل صغيرة، وعدم استخدام مقرات محددة واضحة، إضافة للتمويه الجيد والذي يمنع اكتشاف المقرات وتجمعات القوات وتحولها لاحقاً لهدف للطائرات القاذفة التي تلقي هذه القنابل.
المصدر : شبكة بلدي الإعلامية