شبكة العاصمة اونلاين
بدأت موجة الصقيع التي اجتاحت أوروبا نهاية الأسبوع الماضي وتسببت بوفاة مالا يقل على 40 شخصاً بالانحسار، حيث تم تسجيل معظم الوفيات في بولندا، في حين نددت منظمة أطباء بلا حدود بـ”الوضع المقلق” لآلاف المهاجرين واللاجئين العالقين في بلغراد شمال اليونان.
ووثقت “DW” في تقرير لها أوضاع اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية المقدونية على أمل الوصول إلى أوروبا الغربية، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى عشرة تحت الصفر، وبحسب تقديرات هيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين يتجمع حوالي 1000 رجلاً في الأروقة الكبيرة المجاورة للمحطات التي تم استغلالها سابقا كمستودعات من قبل السكك الحديدية والجمارك، في محيط ووسط مدينة بلغراد يلتفون في الظلام حول شعلة نار لنيل قسط من الدفء لمواجهة البرد القارص كما أنهم لا يحصلون على الطعام بشكل منتظم، كما يلتحف معظمهم بأغطية حصلوا عليها من بعض مساعدي الإغاثة في ظل غياب عوامل النظافة أو التطبيب أو إمكانية العيش الكريم.
كما وضع موظفون من “أطباء بلا حدود” بعض مولدات الدفء العاملة بالديزل لتدفئة الأجواء داخل الأروقة الواسعة التي تبقى فيها درجات الحرارة قريبة من درجة الصفر، رغم ما تطلقه فواهات الأجهزة من هواء دافئ، كما وثقت المنظمة وجود الرجال فقط، خلافا لفصل الصيف حيث تواجد أيضاً نسوة وأطفال.
الشاب الباكستاني “قشيب هان” البالغ من العمر 18 عاماً يكشف عن وثيقة صربية تأمره بالانتقال إلى مخيم بريسوفو الواقع على بعد 400 كيلومتر جنوبا. ويصرح أنه “لن أعود إلى هناك”.
ويضيف: “أريد الذهاب إلى المجر ومن هناك إلى إيطاليا” ولكن، كيف سينجح في تجاوز الحدود المغلقة بالسياج هذا الأمر يبقى مجهولا وهو يدرك أيضا أنه “لا يمكن له البقاء هنا، حيث يمرض الناس دون الحصول على أدنى مساعدة، إن الوضع كارثي حقاً”، “لا يمكن تحمل ذلك”.
يضيف صديقه أمين البالغ من العمر 20 عاماً، “أنا موجود هنا منذ شهرين، واحتجت إلى شهرين و400 يورو للوصول إلى هذه النقطة، كما أن لا يستطيع أن يزودني بنقود إضافية لا يمكنني الآن العودة إلى بلدي ولا متابعة الطريق”.
من جهته أسيف الأفغاني البالغ من العمر 18 عاما يروي معاناته من أجل البقاء قائلاً:”نتحلق حول النار لبضع ساعات، ونقترب ليلا جنبا إلى جنب للحصول على بعض الدفء، ورغم ذلك يأخذ منا الارتعاش مأخذه”.
ويرفض هؤلاء االلاجئون التوجه إلى مراكز الاستقبال الرسمية خوفا من أن تتم إعادتهم الى الدول التي دخلوا منها إلى صربيا مثل بلغاريا أو مقدونيا، وفي وقت الظهيرة يصطف يومياً طابور طويل في منطقة تملأها النفايات لنيل وجبة طعام خالية من اللحم من إحدى المنظمات الأجنيبة للإغاثة، أما بالنسبة للذين يتوفر لديهم القليل من المال، فيقوموا بشراء الوجبات السريعة التي كيفت عروضها الغذائية بسرعة حسب طلبات اللاجئين.
وفي ظل استمرار إغلاق الحدود يبقى مستقبل هؤلاء اللاجئين غامضاً، وتبقى الآمال معلقة على المهربين الذين تطاردهم الأجهزة الأمنية.
المصدر : DW