يقول مسؤولو تلك الفرق الشعبية إن هدفهم هو المحافظة على التراث الشامي وإظهار جماليته للألمان، بل إنهم كتبوا بعض الأهازيج بالألمانية.
وصل أبو دياب إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات، وأراد أن يستعيد “ذكريات الشام”، حيث إنه كان قائداً فرقة للعراضة الشامية بدمشق كان قد أسسها قبل أكثر من ثلاثين سنة، فأسس فرقة تحمل اسم “فرقة شام لإحياء التراث الثقافي” في مدينة فوبرتال الألمانية التي يقيم فيها.
يقول أبو دياب لمهاجر نيوز إنه أسس فرقته عام 1986، والتي شاركت في عدة مسلسلات سورية معروفة منها “أيام شامية” و”الخوالي”، ويتابع: “بعد مجيئي إلى ألمانيا لم أستطع أن أعيش بدون العراضة الشامية، فأحببت أن أؤسس فرقة شام، لكي نحافظ على تراثنا ويراه أطفالنا من أجل ألا ينسوا تقاليدهم”.
أهازيج شامية بالألمانية
يشرح أبو دياب أسلوب فرقته للألمان، فيقول إن لكل مناسبة أهازيج خاصة بها، فأهازيج الأعراس والأفراح يتم التركيز فيها على مدح العريس وأخلاقه وحسبه ونسبه، ويضيف: “في الأعراس نردد مثلاً: عريس الزين يتهنا.. يطلب علينا ويتمنى.. عريس الزين يا غالي.. أفديه بالروح والمالِ”، ويتابع: “أما في المناسبات الشعبية أو الدينية نردد من الأهازيج ما يناسب ذلك”.
شاركت فرقة شام في مهرجان الربيع الذي أقيم في مدينة فوبرتال، وحازت على إعجاب الألمان، كما يقول أبو دياب، حيث: “دبك ورقص الألمان مع العرب على أنغام الأهازيج الشعبية التي كنا نرددها”.
وقد يكون تفاعل الألمان هو الذي دفع أبو دياب لكتابة كلمات ألمانية كي يرددها في الأهازيج، ويوضح بأنه منذ مدة قصيرة أنهى دورة الاندماج ونجح في امتحان B1)المستوى الثالث من اللغة الألمانية)، “فكتبت بعض الكلمات البسيطة كي يفهمها الألمان عندما نردد الأهازيج في العراضة”.
تتوزع فرق للعراضة الشامية في كثير من المدن الألمانية، ففي مدينة هانوفر هناك فرقة “غزلان الشام” التي أسسها قبل سنتين الشاب عامر غزال المعروف بـ”أبو فهد”، الذي ينحدر من حي الشاغور الدمشقي المعروف، ويقول إن تأسيسه للفرقة جاء بطلب من العديد من الأهل والأصدقاء، ويضيف: “بالنسبة إلينا، إن لم تكن هناك عراضة شامية في مناسبة أو عرس، فإن فرحتنا لا تكتمل”.
باب الحارة
ورغم أن للعراضة الشامية حضورها الملفت في الأعراس، إلا أن عمل فرق العراضة في ألمانيا لا يقتصر عليها فحسب. ويقول أبو فهد إن نشاطاتهم تشمل افتتاح المحلات وأعياد الميلاد، وحتى استقبال بعض الأشخاص في المطارات، هذا إلى جانب الأعراس والأفراح.
وفي نفس المدينة (هانوفر)، توجد فرقة باسم “باب الحارة” أسسها أبو العز الشامي قبل عدة أشهر. يقول الشامي إن هدفهم الأساسي هو خلق أجواء جميلة للعائلات السورية والعربية، بالإضافة إلى إظهار جمالية التراث السوري للألمان، ويضيف أن “العراضة الشامية تحوز على إعجاب الألمان هنا، ففي إحدى الاحتفالات التي شاركنا فيها، قام كثير منهم بالتقاط صور معنا بالزي الشامي، مبدين فرحهم بأدائنا”.
أما الصعوبات التي تواجههم حسب الشامي فإنها تتعلق بالجانب المادي. إذ إن أعضاء الفرقة منتشرون في مدن مختلفة، وفي كثير من الأحيان يقدّمون العروض بدون أي مقابل، ويتابع: “إن تم دعمنا سنستطيع أن نتطور بشكل أفضل. لكن وللأسف فإن عمل العراضة الشامية لم يصبح مصدراً للرزق بعد في ألمانيا”.
أما قائد فرقة شام، أبو دياب، فيقول إن همهم الأساسي هو تسجيل الفرقة بالإضافة إلى تأمين مكان للتدريب، ويضيف: “نحن لا نريد المساعدة المادية، نريد فقط مساعدة لوجستية ومعنوية”.
ورغم تلك الصعوبات والعراقيل التي تواجه فرق العراضة الشامية، أكد أعضاؤها أنهم سيتابعون نشاطهم وتقديم عروضهم والسعي إلى المشاركة في مختلف المناسبات ونشر الفلكور الشامي على أوسع نطاق ممكن في ألمانيا.