سوريون في معاناة جديدة تحت الضربات الجوية الروسية
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
دخلت الاحداث السورية منعطفًا جديدًا بعد دخول الطيران الحربي الروسي على ساحة المعركة في سوريا. حيث تقوم روسيا بضربات جوية في سوريا بحجة استهداف “تنظيم الدولة ” لتتداعى الظروف الإنسانية والسياسية والاجتماعية وتتدهور بشكل ملحوظ. وكُل تلك المعارك والصراعات يقع ضحيتها السُوري المدني الأعزل، الذي لا حيلة له ولا مفر.
على الحدود السورية التركية
ساهمت الضربات الجوية الروسية في خلق حركة نزوح داخلي نشط في سوريا وبشكل مستمر، بينما بلغ عدد اللاجئين إلى الدول الأخرى نتيجة هذه العمليات ما يقارب 30 ألفاً وذلك حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وتشهد الحدود السورية التركية مع ولاية كيليس تدفق مئات من السوريين الذي هربوا من القصف الروسي، حيث أقاموا مخيمات بسيطة بدون مساعدات.
أطفال بملابس رثة، يلعبون بالتراب، بينما أحدهم يشمر عن قدميه ويحاول غسل حذائه بالماء الذي يبدو جليًا أنه ماء متسخ. خيم بدائية لا تقي السوري حر الصيف ولا برد الشتاء القارص.
أوضاع مأساوية يعيشها السوريون النازحون على الحدود التركية السورية حيث لا أمن و أمان، حتى الأمطار المتساقطة تعمل على تدمير خيامهم البدائية وتغرق أطفالهم بالوحل.
هي رحلة نزوح من مدينة لأخرى، لا تبدأ تلتقط أنفاسك حتى يجتاحها الموت من جديد، مدن وقرى كانت شبه آمنة تحولت إلى مناطق غير مأهولة، إما هجرها ناسها أو قتلوا. “
أرض جرداء ، وسكان هجروا بيوتهم، وحتى البيت أحيلت لرماد” يقول محمد منّاع 30 عامًا ” لقد شهدنا غارات يومية مستمرة صبح مساء، أحالت كُل شيء إلى دمار، قتُل المئات منا بلا ذنب” ويصف منّاع الأسلحة المستخدمة بأنها أسلحة ذات قدرات تدميرية عالية لم يشهدها من قبل.
بعد النزوح هل من لجوء؟
كثير من النازحين يتأهبون للجوء والعبور إلى تركيا في أول فرصة، ولكن الكثير منهم لا يحظون حتى بفرصة اللجوء لأنهم لا يمتلكون تكلفة الهروب إلى أوروبا بعد أن خسروا كل ما يمتلكون في مدنهم وقراهم.
مؤنس 40 عامًا ” قال اضطررت لترك منزلي بكل ما فيه، لم اخرج إلى بنفسي وأولادي، وحينما عدت في محاولة لأستخرج بعض النقود أو الذهب، لم أجد منزلي سوى ركام”.
يكتم مؤنس عبراته ولا يستطيع التعبير عن شعُوره ” حينما أرى وجوه أطفالي، أتمنى لو أهرب بهم بعيدًا، لا أريد أن أرى الخوف في عيونهم من جديد، ذلك يشعرني بالخزي والضعف”.
يقطع حديث مؤنس صوت عجوز يتهكم ” سنموت غرقًا أو قصفًا، لا تبكي كثيرًا، على أية حال نحن ميتون” و لكن يهز مؤنس رأسه رافضَا ” على الأقل هنالك فرصة للوصول إلى بر الأمان في رحلة الهجرة عبر البحر، أما هنا لا أمل، رائحة الموت تفوح في كل لحظة”.
إذا تجولت في المخيم فلن تجد حتى أقل متطلبات الحياة، لا جهات مسئولة تتفقد المكان، وكأن أصحاب هذه الخيام في طي النسيان. هي محاولات خجولة لأهل الخير ولكان الكثير من الأطفال ماتوا جوعًا وبردًا.
ولا يزال الخوف من القادم أسوأ فلا أحد يعلم ما سيحمله برد الشتاء القاسي. ومع ذلك ستجد بعض الأمل يطرق خزان الموت ” سنهرب، لا يمكن أن نبقى هنا، أن أموت وأنا أحاول أهون علي من أن أموت وأنا أراقب الجميع يموت، لا اعرف إلى أين سأذهب ولكن الأمر لا يجب أن يستمر كهذا” يقول أبو الهيثم.