” جيتك يا معين لتعين، لقيتك بدك معين” حال السوريين في غزة
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
تقاذفت رياح اللجوء السوريين من مدينة لأخرى، ومن بلد لآخر، كثيرون استطاعوا الفرار إما لبلد عربي أو غربي. في حين أن هنالك مجموعة تقطعت بهم السُبل، فرست مركبة لجوئهم على سواحل غزة المحاصرة. فكانت رحلة حرب فلجوء فحرب !
يعيش في غزة أكثر من 50 عائلة سورية من – حملة جواز السفر السوري- ، أي ما يقارب اكتر من 170-160 شخص، في ظروف صعبة للغاية. أربع سنوات نال قبلها السوريين حربًا في سوريا، ونالوا بعدها حربًا في غزة، ويكأن نار الحرب لا تفارقهم وإن فارقوا أرضها.
كالمستجير من الرمضاء بالنار
وما يزيد الأوضاع سوءًا هو عدم توفر سكن يأويهم، ولا أقارب ليستضيفوهم، ولا عمل يجنوا منه لقمة العيش. يعيشون على بعض المساعدات وعقود العمل المؤقتة، والتي لا تروي ظمأ عطشان. الأسعار الباهظة التي يرجع سببها للحصار الذي يتعرض له القطاع أدى إلى سوء الأوضاع، فالسوريين لا يمتلكون ثمن الاجارات التي قد تصل إلى 300$ وهي بالنسبة لهم غالية جدًا في حين أن أجار البيت في سوريا ب 100$.
إحدى السوريات تعيش في غزة منذ 3 سنوات تقول ” ما كنا متوقعين هالمأساة في غزة لجينا وعشناها، ما راح يقدروا يشيلونا” تضيف أخرى ” أهل غزة مضياف، لكن مضيف ما عندو شي يضيف فيه ضيفو، كلنا عايشين على المساعدات والكوبونات، سواء غزاوية أو سورية، ونحن كضيف تقلنا عليه بزيادة.”
بين حصار ولجوء ولا حل وسط
مع اختناق الأوضاع الاقتصادية والنفسية على اللاجئين السوريين في غزة، بات الكثيرون منهم يفكرون في رحلة لجوء جديدة، للهروب إلى أحد الدول الأوروبية. لكن الخوف من الخروج بطريقة غير رسمية كان أمرًا يوقف الكثيرين، خوفًا من الموت غرقًا في ” قوارب الموت”. يقول أنس أحد السوريين في غزة ” شفنا كتير عائلة سورية وأطفال راحت بالبحر، حزنا عليهم ودم قلبنا راح عليهم، ما بدنا العائلات إلي بغزة تكون بنفس الوضع”.
في حين يأمل أن يستطيع هو وغيره من السوريين الخروج من غزة إلى أي دولة أخرى، بعيدًا عن أجواء الحرب وأجواء الحصار الخانق. بحثًا عن فرصة لتأمين حياة كريمة.
وما يزيد الوجع على السوريين، الحال النفسية حيث فقد الكثير منهم بيوتهم وأهليهم وأبناءهم إما في الحرب في سوريا، أو في رحلة اللجوء، وحتى في الحرب على غزة، لم يسلموا من البطش ! بعض السوريين يعيشون في كرافانات لا يمكن أن تكون مؤهلة للعيش فيها أصلا، وتكاد الحياة تكون فيها شبه مزرية.
مشكلة تتفاقم مع مرور السنين والتي يقع ضحيتها الأطفال السوريين الذين ولدوا في غزة، حيث لا يولدون بلا هوية، فلا يستطيع الأب تسجيل ابنه على اسمه أو حتى على اسم زوجته! يعيش الطفل بلا جنسية كل ما يمتلكه أهل الطفل شهادة ميلاد له من المستشفى. فحتى إن كانت هنالك محاولات للسوريين للخروج من غزة سيبقى أبناؤهم حبيسو قضبان القطاع !
ومن غربة لغربة ومن رحلة لجوء إلى أخرى، يعيش السوريين بين نار الحرقة على أهلهم الذين فقدوهم أو تشتتوا عنهم وبين حياتهم الصعبة في غزة حيث يقبع القطاع تحت ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية سيئة.