جولة جديدة من مفاوضات “السلام” حول سوريا في جنيف، اليوم الثلاثاء، على وقع الفظائع المرتكبة من قبل نظام الأسد ضد الشعب السوري، آخرها اتهامات من الولايات المتحدة لنظام الأسد أمس الإثنين بإقامة محرقة للجثث بهدف التخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الأخيرة في سجن صيدنايا بريف دمشق.
يشار أن الموفد الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا، نظم خمس جولات من المحادثات منذ 2016 في جنيف، لكنها لم تسفر عن أي نتيجة لتسوية .
ويرأس بشار الجعفري وفد النظام في جنيف، فيما يرأس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الطبيب نصر الحريري، ويتولى الحقوقي محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين.
ويتمسك وفد الهيئة العليا بمطلب رحيل رأس النظام بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي يرفضه النظام بالمطلق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً. وقال الحريري إن “مفتاح النجاح في هذه العملية هو الانتقال الى سوريا حرة لا مكان فيها لا لبشار الاسد ولا للإرهاب”.
وفي جولة المحادثات الأولى في أستانا في كانون الثاني/يناير 2017، اتفقت روسيا وإيران وتركيا على تعزيز اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ سريانه في 30 كانون الأول/ديسمبر 2016 بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، تراجع حضور واشنطن التي تدعم المعارضة السورية في مفاوضات السلام التي كانت في السابق ترأسها مع روسيا.
وتتالت الاجتماعات إثر ذلك في أستانا، وصولا إلى توقيع الدول الثلاث الضامنة مذكرة قبل أقل من أسبوعين تقضي بإنشاء مناطق “تخفيف التصعيد” في ثماني محافظات سورية.
لكن دي ميستورا أكد في مؤتمر صحافي في جنيف عن ارتياحه “لانخراط واهتمام الإدارة الأميركية المتزايد” بالملف السوري.
ويرى محللون أن الأمم المتحدة تبدو وكأنها في سباق مع محادثات أستانا التي تشهد زخما أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة في الرابع من الشهر الحالي تقضي بإنشاء أربع مناطق “تخفيف التصعيد” في الجبهات الأكثر عنفاً في سوريا. وقد وضع الاتفاق موضع التطبيق.