تكاتف اجتماعي لتخفيف مآسي البرد المرعب للسوريين بتركيا
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
إسلام شاهين
مع عودة فصل الشتاء يبدأ السوريون في مخيمات اللجوء وفي القرى المحاصرة التحضير لفصل كانوا يستبشرون فيه بالخيرات والبركة، أما اليوم أصبح عنوانا للكوارث والموت؛ نتيجة ما يحضره هذا الفصل من برد قارص وأمطار غزيرة، تغرق الأهالي المقيمين في العراء، أو من هم تحت الحصار فلا يجدون ما يدفعون به برد الشتاء ولا ما يستترون به من مطر السماء.
طبيعة الثلوج في تركيا وماهي العواصف القادمة خلال هذا الشتاء؟
تعتبر تركيا والتي تؤوي أكثر من مليونين ونصف مليون لاجئ من أكثر البلدان خطرا على اللاجئين بالرغم ما تقدمه الحكومة التركية من مساعدات كبيرة لهم، وذلك ﻷن تركيا من الدول الباردة نسبيا لارتفاعها و كثرة الجبال فيها، إضافة إلى أن الحدود التركية السورية تعتبر من المناطق الجبلية شديدة البرودة حتى في فصل الصيف، كما أن الثلوج في فصل الشتاء تغطي كافة الأراضي التركية وﻷيام طويلة، وتشهد الولايات التركية اليوم انخفاضا قويا بدرجات الحرارة، إذ وصلت الحرارة في ولاية قارص إلى 20 درجة تحت الصفر، وأدى تراكم الثلوج في شرق البلاد إلى قطع الطرق بين عدة ولايات و عزل قرى و مدن كاملة عن العالم الخارجي.
الاستعدادات لمواجهة الشتاء – كأهالي ومنظمات سورية أو غير سورية
وتحضيرا لمواجهة موت البرد القادم قام العديد من الناشطين و المنظمات والكيانات الثورية بتجهيز عدة حملات لمواجهة برد الشتاء في المخيمات السورية بشكل خاص، وكافة اللاجئين السوريين في تركيا بشكل عام، إذ أقدمت الحكومات التركية على توزيع ما يزيد على 400 ألف بطانية للسوريين وترميم النقص الموجود في المخيمات بشكل عام وقال الناشط أبو المجد الحموي المدير التنفيذي لمنظمة إيلاف للإغاثة والتنمية في تصريح حصري لشبكة العاصمة اونلاين : “استقبلنا العديد من حملات الدعم لتقديمها للنازحين، حيث تم تقديم حوالي 200 اسفنجة و3000 بطانية وحوالي 6000 سلة غذائية و500 عازل وحوالي 1500 حليب أطفال و1500 سلة حاجيات خاصة بالأطفال الرضع.
وعلى صعيد المحروقات الخاصة بالتدفئة
يضيف أبو المجد أنه ” ستقوم الحملة بتقديم حوالي 25 ألف لتر مازوت لعوائل الشهداء النازحين من قراهم و مدنهم بسبب القصف و المقيمين في المخيمات في الحدود السورية التركية و مناطق من ريف إدلب الجنوبي”، وأكد أبو المجد ” أنهم يجهزون لعدد من الحملات الإغاثية بالتعاون مع عدد من الجمعيات أبرزها منظمة ihh و منظمة قطر الخيرية”.
حصيلة قتلى البرد الشتاء الماضي
و في حصيلة قام بها ناشطون اكدوا أن أعداد قتلى البرد في المخيمات الشتاء الماضي وصلت إلى حوالي 36 قتيل بسبب انخفاض درجة الحرارة وقلة المساعدات الإغاثية لاسيما في المخيمات اللبنانية، كما طال شبح موت البرد عددا من أهالي الداخل السوري في المناطق المحاصرة، والذين ما يجدوا ما يدرؤون عنه برد الشتاء. و قال المهندس حامدين جويد و الذي يعمل في إنشاء الوحدات السكنية في الشريط الحدودي التركي السوري في تصريح حصري لشبكة العاصمة اونلاين : “إن أعداد الوفيات لا تخضع ﻷحد، ولا يتم احتسابهم بشكل دقيق لاسيما الأطفال الرضع وبالنسبة لأمراض الأطفال نتيجة الصقيع والبرد الشديد فحدث ولا حرج”.
وأضاف المهندس حامدين جويد يصف طبيعة الخيم في مخيمات اللجوء: “إن الخيم لا ترد بردا ولا صقيعا، و إنما هي عبارة عن شوادر بسيطة فوقها بعض العوازل، كما أن بعض المنظمات تقوم باحتواء عدد من العائلات في بعض الكرفانات “الوحدات السكنية” قليلة العدد أساسا.
أهم الحملات التي تواجه برد الشتاء في المخيمات
و في سياق التحضيرات لموجات البرد القادمة، والتي يتنباً بعض خبراء الأرصاد الجوية أنها الأعنف منذ عشرات السنوات؛ قامت العديد من الفعاليات والجمعيات الخيرية بعقد العديد من المؤتمرات وتجهيز عددا من الحملات، و لعل من أبرز هذه المؤتمرات التي تم تنفيذها، مؤتمر تم عقده بعنوان قبل أن تقع الكارثة، إذ اتفق الموقعون على التحرك العاجل والفوري لحماية المخيمات السورية من “الكارثة المرتقبة” بحسب وصف بيان المؤتمر.
يذكر أن مؤتمر ” قبل أن تقع الكارثة ” شارك فيه أكثر من 80 جمعية ومنظمة حقوقية وإنسانية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الثورية والدعوية العالمية كهادي العبد الله والدكتور سلمان العودة الداعي الإسلامي المعروف.