تنتشر محطات إنتاج الوقود البدائية (الحراقات) في محافظة إدلب، شمالي سوريا، نتيجة نقص المحروقات بالمناطق “المحررة”، في ظل تحذيرات من خطورة الغازات التي تطلقها “الحراقات”.
وقال الدكتور في الهندسة الكيمائية والمدرس بجامعة إدلب، أحمد فراس، لـ “سمارت”، إن ثلاثة أنواع من الغازات السامة تنتج عن عمل “الحراقات” وهي: غاز “أوكسيد الآزوت” الذي يسبب العقم عند الرجال وتخريش الجلد والعيون، وغاز “الكبريت وكبريت الهيدروجين” وله تأثير على الجهاز التنفسي ويؤدي إلى تخريش الجلد والعيون، أما الغازات “الهيدروكربونية” تنتج عن الاحتراق الناقص لمادة الفيول وتسبب مرض السرطان.
وتحاول “سمارت” التواصل مع مديرية الصحة في إدلب لمعرفة الأمراض التي سجلت ارتفاع في عدد الإصابات في المحافظة بعد انتشار الحراقات.
وأوضح “فراس” أنه لتفادي خطورة هذه الغازات من الأفضل نقل كافة الحراقات إلى شرق بلدة أبو الظهور (50 كم شرق مدينة إدلب)، حيث لا توجد تجمعات سكنية.
فيما، أفاد صاحب إحدى “الحراقات”، ويدعى “أبو أحمد”، أن “الحراقات” توفر لهم المازوت والبنزين والكاز بحرق مادة “الفيول”، كون المحافظة تعاني من نقص حاد بهذه المواد.
وتسبب تواجد “الحراقات” بين منازل المدنيين بأمراض تنفسية مزمنة، وخاصة لدى الأطفال، حيث يتم تحويل معظم الحالات من المراكز الطبية إلى المشافي لصعوبة استجابتها للعلاج.
وتشهد المدن الرئيسية في سوريا، أزمة محروقات حادّة وغير مسبوقة، اشتدت مطلع شهر شباط الفائت، وانعكست بشكل واضح على حياة الناس، والتي عزاها الكثيرون لتباطؤ مؤسسات النظام المعنية، في تأمين النفط وتكريره، إضافةً لاحتكار بعض تجار “الأزمات” المقربين منه، ليصبح “المازوت” والبنزين “حلماً” للمدنيين البسطاء.