أشعل قرار الخطوط الجوية الإماراتية منع التونسيات من ركوب الطائرة المتجهة إلى دبي أمس الجمعة في مطار تونس قرطاج الدولي، غضبا شعبيا وإعلاميا عارما، وسط مطالب باعتذار رسمي من دولة الإمارات، عن ما وصف بإهانة نساء تونس.
وشنت وسائل إعلام تونسية على غرار “راديو موزاييك” و”قناة الحوار التونسي” و”راديو إي أف”، هجوما غير مسبوق على دولة الإمارات وحكامها، معتبرين أن القرار لا يخلو من خلفية سياسية بسبب رفض تونس الاصطفاف مع شق دون آخر، في ما يتعلق بالأزمة الخليجية بين قطر من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى.
إجراء انتقامي
وأفاد مصدر مسؤول في الخطوط الجوية الإماراتية، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”عربي21“، بأن السبب الحقيقي لمنع التونسيات من ركوب الطائرة الإماراتية المتوجهة إلى دبي، يعود أساسا لحادثة عرضية على متن طائرة إماراتية أخرى، تتعلق بمسافرة تونسية قامت بالتهجم على الطاقم الإماراتي إثر مناوشة حدثت بينها وبينهم على متن الطائرة، وهو ما جعل الشركة تتخذ هذا الإجراء الأمني كشكل من أشكال العقوبة الجماعية المؤقتة، لتتراجع بعدها عن القرار إثر استدعاء رئيس الحكومة للسفير الإماراتي واتخاذ الحادثة بعدا رسميا.
وشن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي في تونس هجوما على القرار الإماراتي، معتبرين إياه “إهانة لا تغتفر من دولة الإمارات لكل نساء تونس” ومطالبين الدولة التونسية باتخاذ “موقف حازم يحفظ كرامة التونسيات”، وصل إلى الدعوة لطرد السفير الإماراتي ومقاطعة شركة الخطوط الإماراتية في تونس عبر هاشتاغ #منع_التونسيات_من_السفر_الإمارات.
رفض السفر
وشدت إحدى المسافرات التونسيات على متن الخطوط الإماراتية الانتباه إثر الموقف الحازم الذي اتخذته برفضها السفر إلى دبي برفقة ابنها، بعد عدول الخطوط الجوية الإماراتية عن قرارها وأكدت بثنية الشيحي في تصريح لـ”عربي21” أنها كانت تعتزم السفر إلى دبي برفقة ابنها لأغراض السياحة، واستكملت جميع الإجراءات القانونية الخاصة بالتأشيرة والتذاكر، لكنها فوجئت أمس إثر تواجدها في المطار بالقرار المفاجئ للشركة، قبل نحو ساعتين من انطلاق الرحلة المقررة على الساعة الثالثة مساء بتوقيت تونس.
وأكدت المتحدثة أن موظفي مكتب الطيران الإماراتي بالمطار، أكدوا لها أنهم لا يملكون أي تفسير للقرار الذي اتخذ من الجانب الإماراتي، حيث سمح فقط للرجال التونسيين بامتطاء الطائرة الإماراتية، فيما منعت النساء والزوجات من مرافقة أزواجهن وحتى بعض الطالبات اللاتي كن متوجهات لدول آسيوية أخرى، بغرض العمل والدراسة، وستكون دبي بالنسبة لهن مجرد أرض عبور “ترانزيت”.
وعبرت بثينة عن امتعاضها من الموقف الإماراتي المهين لكرامة المرأة التونسية، وهو ما دفعها للعدول عن السفر برفقة ابنها، رغم اقتطاعها ثمن التذكرة الذي تجاوز الألف وخمس مائة دولار.
ودعت بثية، وهي تعمل أيضا بالتوازي مع نشاطها المهني في مجال طب التجميل كناشطة حقوقية، إلى تحرك نسوي للضغط على الحكومة التونسية والرئاسة، لاتخاذ موقف أكثر حزما، لإعادة الاعتبار للمرأة التونسية وعدم الاكتفاء ببيانات دبلوماسية.
وكان سفير دولة الإمارات في تونس، قد أكد بحسب بيان لوزارة الخارجية التونسية، أن منع تونسيات من ركوب طائرة إماراتية متجهة نحو دبي، هو إجراء أمني بالأساس.
ودعت وزارة النقل التونسية في بيان لها، الخطوط الجوية الإماراتية لاحترام التراتيب القانونية المعمول بها في مجال النقل الجوي، معتبرة قرارها خرقا واضحا لقوانين النقل الدولي.