شبكة العاصمة اونلاين
في شقة اللاجئ السوري أسامة عبد المحسن على مشارف مدريد.. تتناثر تذكارات من عالم كرة القدم الذي دفعه للقدوم لأسبانيا مع ابنيه ومنها كرة موقعة من نجوم نادي ريال مدريد ولافتة تحمل اسم نادي خيتافي.
لكن يوجد حوله أيضا ما يذكره بالطبيعة المؤقتة للحياة التي يعيشها الآن بعد سبعة أشهر من المساعدة التي تلقاها من أكاديمية للرياضة في إسبانيا التي قدمت له منزلا وساعدته في العثور على وظيفة بعد أن علمت بأنه كان يدرب فريقا في سوريا.
وتتضمن الشقة التي يعيش فيها مقتنيات شخص آخر بما في ذلك صفوف من الموسوعات باللغة الإسبانية التي لا يزال عبد المحسن يجد صعوبة في التحدث بها. كما أن نصف أفراد أسرته في عداد المفقودين.
وانتشرت قصة عبد محسن بعد أن ظهر في مقطع فيديو بينما تعرقله مصورة تلفزيونية أثناء هربه من الشرطة قرب حدود المجر مع صربيا في سبتمبر أيلول الماضي. وكان عبد المحسن يحمل ابنه الأصغر زيد الذي كان في السابعة من العمر آنذاك. وسقط الاثنان وتدحرجا على الأرض.
وساعدت اللقطات في لفت أنظار مدرسة تدريب كرة القدم في خيتافي على مشارف مدريد. وقدمت له المدرسة وظيفة ضابط اتصال. ويعيش زيد الذي بات في الثامنة من العمر إلى جانب أخيه الأكبر محمد الذي يبلغ من العمر 17 عاما وكان يعيش في ألمانيا آنذاك مع والدهما في خيتافي.
ولا تزال زوجة عبد المحسن وطفلان آخران في مدينة مرسين بجنوب تركيا. ورحلت الأسرة عن مدينة دير الزور
وقال عبد المحسن أرى مستقبلي هنا”. وتلمع عينا عبد المحسن وهو يتحدث بشغف عن فريق الناشئين المحلي الذي يساعد أحيانا في تدريبه.
ويشعر عبد المحسن بالفخر للطريقة التي استقر به ابناه في المدرسة وكيف تعلما اللغة الإسبانية بشكل جيد يتيح لهما الترجمة له.
لكن القلق والضغوط التي عانى منها في الشهور الأخيرة لا تزال جلية. وأصبح عبد المحسن نجما إعلاميا إلى حد ما باعتبار أن قصته واحدة من القصص القليلة في أزمة المهاجرين لأوروبا التي انتهت بطريقة إيجابية.
ويقول عبد المحسن إنه يجري ما يصل إلى ثلاث مقابلات يوميا.
لكن الاهتمام لم يساعده في التئام شمله مع أسرته رغم أنه يقول إنه قدم كل الأوراق المطلوبة للحصول على تأشيرات دخول لهم.
وفي انتظار الأخبار عن باقي أفراد الأسرة وجد عبد المحسن وابناه في شغفهم بكرة القدم بعض السلوى. فيلعب محمد في فريق محلي لكرة القدم بينما حصل زيد على تصريح بدخول استاد نادي ريال مدريد حيث يسير ممسكا بيد نجم الفريق كرستيانو رونالدو.
في الوقت نفسه يشعر عبد المحسن بالامتنان لأن صلاته بعالم كرة القدم ساعدته في العمل في بلد تزيد نسبة البطالة فيه عن 20 في المئة. ويأمل عبد المحسن في أن ينقل خبراته في التدريب في إسبانيا ذات يوم إلى سوريا.
ويقول مبتسما “ربما يمكنني في المستقبل أن أنقل هذه المعلومات إلى بلدي.”