أوراق الايام
العاصمة اونلاين- عادل أوغلى- فيس بوك
حلب/سوريا و تعرفت تقريبا على كافة الجماعات و التيارات الإسلامية المتواجدة على الساحة من قبيل :
حزب التحرير
الإخوان المسلمون
جماعة الشيخ عبد القادر عيسى
جماعة الشيخ محمد أديب حسون
المدرسة الشعبانية
المدرسة النبهانية
شباب حول الفتى موفق سيرجية
الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين
جماعة الشيخ أحمد عز الدين البيانوني
و كانت مساجد حلب آنذاك عامرة بالشباب من كافة فئات المجتمع ،من الحضر و الريف ، من الأغنياء و الفقراء، من المثقفين والبسطاء ..
كنت ألاحظ تمسك كل جماعة بفكرها، وكل ترى أنها على طريق الصواب، ومن المؤسف كان الترويج لفكركل جماعة يتركز على المسجد لكسب شباب من جماعة أخرى إلى جماعته ، و التركيز على كسب أفراد من خارج المسجد كان محدودا مع أنه هو الأصل في الدعوة ،لأن من أتى للمسجد فهو في صفك سواء أكان من جماعتك أو من غيرها مادامت الدعوة هي للإسلام لا للجماعة ..
في أواخر عام 1976م حاول الشيخ محمد غياث أبو النصر البيانوني التقريب بين وجهات النظر وطلب من تلامذته وبإصرارعدم دعوة أفراد من جماعات أخرى لصفوفهم ، و قام بزيارات لكافة مشايخ الجماعات الأخرى وحضر أنشطتهم ، لكن خطوته تلك لم تلق رواجا و بقي كل متشبث برأيه و بنظرته ..
جماعة الإخوان المسلمون كانت تعمل بسرية و لهم خلايا متفرقة هنا وهناك ، مما تسبب بفروقات في الرؤى بين أتباع الجماعة الواحدة بتأثيرالأميرأو المسؤول عن كل خلية ، وهي كانت مضطرة للعمل السري بسبب ملاحقة النظام لها ..
كان نظام حافظ الأسد يراقب ويخطط لوأد الصحوة الإسلامية المتنامية في تلك الحقبة و يتحين الفرصة للانقضاض عليهم جميعا وتصفيتهم بالقتل والسجن والنفي ، ومنذ منتصف/ 1975/م بدأت عمليات اغتيال لأفراد من قوات الأمن و مخبرين بسطاء ليس لهم قيمة عند النظام ثم تصاعدت وتيرة الاغتيالات، ولا أحد من عامة الناس يعرف من هو وراء تلك الاغتيالات ، فتارة كان النظام يتهم العراق وتارة يتهم حزب الكتائب اللبناني حتى وقعت حادثة المدفعية في/ 16/ حزيران/ 1979/م، وتبنتها الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين ..
ووقع الصدام بين النظام والمتدينين ، ولم تفرق السلطة الحاكمة بين جماعة وأخرى فاستهدفت الجميع وسحقتهم ووقعت الطامة الكبرى وخلت حلب من علمائها ودعاتها وبقيت الساحة لحزب البعث العربي الاشتراكي يسرح و يمرح كما يشاء ..
و الطامة الكبرى على عموم سوريا وقعت بعد أحداث حماة شباط/ 1982/م ..
و في السجون و في المنافي بقيت الجماعات الإسلامية على ما هي عليه لم تتفق على منهج واحد رغم عظم البلاء الذي حل بهم.
المصدر صفحة الكاتب عادل أوغلى