الأطفال والهواتف الذكية .. خطر إعاقة بدنية وعقلية
شبكة العاصمة اونلاين – مترجم
ابراهيم العبدان
نشر مجلة فوكس الألمانية دراسة طبية قام بها علماء وباحثون في جامعة مانهايم الألمانية Mannheim تشير إلى زيادة التوتر لدى الأطفال والمراهقين نتيجة استعمالهم الهواتف المتحركة، وظهور ما يدعى بـ “ضغط التواصل الدائم”.
فالدراسة التي قامت بها الجامعة بناءً على طلب من المركز الإعلامي لولاية شمال الراين ويستفاليا NRW، اعتمدت على شريحة اختبارية مكونة من 500 طفل ومراهق، وتوصلت إلى نتائج مهمة جداً تربط بين التواصل الالكتروني والتوتر والتراجع الدراسي والبدني والعقلي لدى الأطفال والمراهقين.
فربع الأطفال المشاركين في الدراسة والذين ينتمون لفئة عمرية 8-14 سنة ذكروا أنهم يعانون من ضغط بسبب تواصلهم الدائم مع نظرائهم عبر برامج التواصل المباشر كالواتس آب والفايبر وغيرها، في حين أشارت الدراسة أن نصف الأطفال المشاركين (48%) يتم إلهائهم عن واجباتهم المدرسية عبر استخدام الهواتف الذكية، ونصف هؤلاء بدأوا بالفعل يعانون من ضعف التحصيل الدراسي بسبب الهواتف الذكية، كذلك فإن واحداً من كل خمسة أطفال يعاني من مشاكل مدرسية بسبب استعمال الهواتف الذكية.
ويزيد الأمر خطراً أن واحد من كل عشرة أطفال (أي نحو 8%) مهدد للإصابة بالإدمان على استعمال الهواتف المتحركة، لدرجة تجاهلهم لأصدقائهم ومحيطهم الحيوي (كما حصل عند 15% من عينة الدراسة).
الأمر الآخر أن مشاكل التواصل السلبي انتقلت كذلك إلى غرف التواصل الالكتروني، إذ ذكر 11% منهم أنهم تعرضوا لمضايقات من قبل متنمرين أو تم إقصائهم وإخراجهم من مجموعات خاصة في تطبيق الرسائل القصيرة “واتس اب”.
وعند البحث في سبب المشكلة، قالت كارين كنوب Karin Knop إحدى المشاركات في الدراسة من جامعة مانهايم لموقع “فوكوس” أنّ “مصدر التعلق بالهاتف والاستعمال المفرط له يأتي من خوف الإقصاء وحبّ المشاركة والتواجد” وأن ذلك يسبب ما يعرف بـ”ضغط التواصل الدائم”، إلا أنه على ما يبدو تأتي النتيجة سلبية ومخالفة للمتوقع، إذ حذر اتحاد أطباء الأطفال والشباب الألماني أن الإفراط في استعمال الهواتف المتحركة يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية وعقلية وجسدية على الأطفال كالصداع والإرهاق ومتلازمة قلة الانتباه وكثرة الحركة ADHD، كذلك فإن الحديث عن تزايد حالات قصر النظر مثلاً بدأت تطفو على السطح، وهو ما أكده مختص العيون في المستشفى الجامعي بفرايبورغ Freiburg البروفسور فولف لاغريزه Wolf A. Lagrèze.
الطريف في الموضوع أنّ الهواتف الذكية التي يراد من استخدمها زيادة التواصل بين البشر، تدفع لمزيد من الشعور بالعزلة والوحدة لا سيما بين الأطفال، بالإضافة لأثارها السلبية على عقل الطفل وجسده، لينمو جيل لم يرَ من العالم إلا شاشة هاتف تعرض له كل جميل -كما يعتقد-.
المصدر : مجلة فوكس الألمانية