البغدادي هو ميسي ومارادونا .. بحسب دراسة لمعهد بروكنجز الدوحة
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
نشر مركز بروكنجز الدوحة بحثاً متعلقاً بشخصية زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، متحدثاً عن أهم الأحداث في حياته، ومركز بروكنجز الدوحة يتبع لمعهد بروكنجز للدراسات في واشنطن وهو مركز دراسات وأبحاث مختص بشؤون الدول والمجتمعات ذات الأكثرية المسلمة، وتقاريره ذات أهمية وصدى في مراكز صناعة القرار في حكومات الولايات المتحدة الأمريكية.
لنستخلص من الدراسة التي نشرت باسم “المؤمن” والذي يشير إلى اللقب الأول الذي أطلق على أبو بكر البغدادي، نستخلص أغرب 13 موقف وحدث ضمن حياة الرجل الأكثر غموضاً وتأثيراً في منطقة الشرق الأوسط.
1- “المؤمن” أول لقب أطلق على البغدادي:
فـ”إبراهيم” وليد مدينة سامراء 1971 كان منطوياً، قليل الكلام، بالكاد يُسمع صوته عندما يتحدث، مراهقاً خجولاً لا يختلط بالآخرين، أسموه في حيه “المؤمن”؛ إذ كان يقضي معظم وقته في المسجد أو في بيته أو وعظ الناس الآخرين.
2- النسب الهاشمي حقيقة أو مسرحية؟
ذكر التقرير أن عائلة البغدادي تتفاخر بنسبها والسلالة التي تنحدر منها بكونها تنتهي إلى سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن تقرير بروكنجز أشار إلى أن العراق وقبائله تعيش حالة متراكبة من تداخل الهويات الدينية والمذهبية، تجعل إثبات هذا النسب قضية صعبة جداً ومعقدة.
3- والد البغدادي مدرس وأعمامه في أجهزة أمن صدام:
كان والد البغدادي، عواد، نشطاً في الحياة الدينية للمجتمع، ما أعطى الفرصة للبغدادي لتجريب التدريس في سن المراهقة بقيادة أطفال الحي في ترديد تلاوة القرآن.
ورغم تديّن عائلة البغدادي، فقد انضم بعض أعضائها إلى حزب البعث، وخدم اثنان من أعمام البغدادي في أجهزة الأمن في عهد صدام حسين، وأصبح أحد أشقائه ضابطاً في الجيش.
4- السبب الذي منع البغدادي من دخول الجيش العراقي :
بالإضافة للأخ الأول الذي كان ضابطاً في الجيش العراقي، خدم أخ آخر له في الجيش وقُتل خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، وكان يفترض بالبغدادي هو الآخر أن يشارك كضابط أو جندي بحكم موقع ومعتقدات عائلته وقربها من البعث الحاكم، إلا انتهاء الحرب كسبب أول وقِصَر البصر الذي يعاني منه أيضاً، جعله غير مؤهلٍ لتأدية الخدمة العسكرية.
5- معاهد صدام لتعليم القرآن أفسحت المجال للبغدادي:
فتعهُّد صدام حسين بتدريس أكثر من 30 ألف معلم للقرآن أفسح المجال للبغدادي لمتابعة مساره المهني الأكاديمي، وذلك بعد فشله في دراسة القانون في جامعة بغداد، كما أراد، بسبب علاماته المتوسطة في المدرسة الثانوية إذ كان على حافة الرسوب في اللغة الإنجليزية.
6- البغدادي ينضم للإخوان المسلمين وينفصل عنهم:
أقنعه عمُّه، إسماعيل البدري، بالانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، غير أنه انجذب بسرعة للسلفية الجهادية التقليدية، وذلك بتأثير شقيقه الأكبر سناً “جمعة”، معتبراً أنّ التيار السائد في جماعة الإخوان المسلمين هم “أناس يُنظرون لكن لا يعملون”، ليصبح بعد معتنقه الجديد وبحلول العام 2000، يتلهف شوقاً للدخول في قتال.
7- البغدادي و”ميسي” و”مارادونا” :
قضى البغدادي وقته خلال الغزو الأمريكي في بيته ومسجد حارته والنادي القريب من المسجد، وكان البغدادي هو نجم فريق كرة القدم فيه، ويُعرف باسم “ميسي فريقنا”، كما أنه في وقت سجنه لاحقاً في معسكر بوكا أطلق عليه لقب “مارادونا” وذلك بسبب لعبه المميز.
8- سجن البغدادي في سجن بوكا كـ “معتقل مدني” :
في فبراير 2004، ألقي القبض على البغدادي في الفلوجة أثناء زيارة صديقٍ له كان اسمه على قائمة المطلوبين من قبل أمريكا، وتم نقله إلى مركز الاعتقال في معسكر بوكا، وهو مجمعٌ واسع جداً في جنوب العراق، وجرى تصنيفه في ملفات السجن بأنه “معتقل مدني”، أي أن معتقليه لم يعرفوا أنه كان جهادياً.
ويصفه أحد زملائه من السجناء كما ذكرت صحيفة ذا غارديان: “كان البغدادي شخصاً هادئاً يتمتع بكاريزما، ويمكن أن تشعر بأنه كان شخصاً ذا أهمية”، كما كان يؤم المصلين أثناء أداء الصلاة ويلقي خطب يوم الجمعة ويعطي دروساً دينية للسجناء الآخرين.
9- البغدادي “يفرق ليسد” ضمن تيارات السجناء في بوكا:
بحسب ذا غارديان أنه: “في كل مرةٍ وقعت مشكلة في المعسكر، كان البغدادي جزءاً مهماً منها، كان يريد أن يكون الرئيس في السجن”، ويضيف زميله في المعسكر: “عندما أنظر إلى الوراء الآن، أرى أنه كان يستخدم سياسة “فرّق تسد” للحصول على ما يريد، وقد نجحت سياسته وأفلح في مسعاه”.
10- “تنظيم الدولة” من صناعة أكاديمية “سجن بوكا”:
تحول العديد من سجناء معسكر بوكا ممن خدموا في جيش واستخبارات صدام والبعث إلى جهاديين ضمن صفوف “تنظيم الدولة” لاحقاً بعد خروجهم من السجن، فمثلاً كانت المنشورات الجهادية تُوزع بحريةٍ تحت أعين الأمريكيين الساهرة الغافلة، وبحسب سجين صرح لصحيفة ذا غارديان أيضاً: “لو لم يكن هناك السجن الأمريكي في العراق، لما ظهرت الدولة الإسلامية الآن”، وأضاف: “كان بوكا مصنعاً. لقد صنعنا جميعاً، وأسْهمَ في بناء أيديولوجيتنا”، وقد أطلق السجناء على المعسكر اسم “الأكاديمية”، وخلال الأشهر العشرة التي مكثها البغدادي فيه، عمل كعضوٍ في هيئة التدريس هناك.
11- درجة الدكتوراه “جيد جداً” بدون حضور هيئة المناقشة:
أخذ البغدادي إجازة من مهامه الدينية التي كلف بها ضمن تنظيم الدولة لاحقاً، ليظهر في العاصمة بغداد في 13 مارس 2007، لمناقشة أطروحته لنيل الدكتوراه، لكن لم تتمكن هيئة مناقشة الأطروحة من الحضور بسبب العنف المحتدم في العراق، فأرسلت ملاحظاتها عن بعد، مكتفية بالإشارة لبعض الأخطاء وبعض التعديلات، ليحصل البغدادي على درجة الدكتوراه في علوم القرآن بتقدير “جيد جداً”.
12- مسرحية اختيار الخليفة الأكبر:
بمقتل قادة تنظيم الدولة أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في وقت واحد، وجد حجي بكر، ضابط الاستخبارات العراقي السابق ورئيس المجلس العسكري للدولة الإسلامية، نفسه في وضعٍ يمكنه من التحكم بعملية الخلافة.
ولأنه خدم في نظام غير إسلامي، فلا فرصة أمامه للمنافسة على منصب القيادة العليا بنفسه، فعمد إلى مسرحية لاختيار البغدادي خليفة للتنظيم، فقام بكتابة رسالةٍ خاصة إلى كل واحدٍ من أعضاء مجلس الشورى يقول له فيها إن الآخرين جميعهم يفضلون البغدادي، وربما ظنَّ هذا العقيد الذي قتل لاحقاً على أيدي الثوار في مدينة “تل رفعت” السورية أن الشاب البغدادي سيكون أكثر مرونة بين يديه من المتنافسين الآخرين، أو أنه سيكون أقل ولاءً لأسياد الدولة الإسلامية البعيدين في تنظيم القاعدة، الذين كانوا دوماً يعترضون على شدة صرامة التمرد الذي تمثله الدولة الإسلامية، لينتخب المجلس الأمير الجديد للدولة الإسلامية بأغلبية 9 إلى 2، ويكون حجي بكر “أمير الظل” و”الوزير الخاص” للأمير.
13- بتعيين البغدادي بدأ حكم العراقيين البعثيين للدولة:
فباستلامه انتقلت السلطة من المقاتلين الأجانب إلى الأعضاء العراقيين، إضافة إلى نشاط أمريكي غريب استهدف جميع القادة الفرعيين الذين عينهم أبو عمر وأبو أيوب المصري فيما مضى، ليكون البديل دوماً، مثل البغدادي وحجي بكر، من السجناء السابقين من معسكر بوكا، والكثير منهم، مثل حجي بكر، كانوا من الضباط السابقين في الأجهزة العسكرية أو المخابرات في عهد صدام.
أغرب 13 موقف في حياة البغدادي