أوراق الايام
العاصمة اونلاين- عادل أوغلى- فيس بوك
( التنظيم الموازي ) رغم نشري عنه حوالي/ 15 /مقالا مطولا ضاعت في زحمة الازدحام الفيسبوكي ،لا زالت تردني أسئلة كثيرة مستفسرة عنه، باختصار :
عدنان مندرس زعبم الحزب الديمقراطي حكم ما بين/ 1950 – 1960 /و استطاع كسر جدار الفاشية الكمالية لكن دون الإطاحة به تماما ، فحدث انقلاب/ 1960/م عليه وأعدم مع اثنين من وزرائه عام/ 1961/م ووضع دستور جديد للبلاد يرمي لحماية الكمالية ، نص الدستور وضع سيفا مسلطا على رؤساء الحكومات المنتخبة على شكل :
* المحكمة الدستورية التي تعطل كل انحراف عن مبادئ الكمالية .
و قوة ضاربة سرية بواجهة إسلامية تكون شوكة في حلق كل رئيس حكومة ذو توجه إسلامي مستقبلا ، لأنهم تيقنوا بأنه لا بد و أن تأتي حكومة أو حكومات إسلامية مستقبلا ، فكان ( التنظيم الموازي ) !.
في عام/ 1962/م وضعت اللبنة الأولى للتنظيم الموازي بقيادة الشاب فتح الله كولن من مواليد أرضروم /1941/م خريج مدرسة شرعية ذو طابع صوفي يدعي استلهام فكره من معين المرحوم بديع الزمان سعيد النورسي البدليسي الكردي ، هناك ادعاءات قوية مع صور و مقالات و وثائق نشرتها (Yenişafak) مؤخرا تدعي أن السيد كولن في أواخر ستينيات القرن الماضي كانت تربطه علاقة وثيقة بالسيد قاسم كولاك kasım gülek) سكرتير حزب الشعب الجمهوري العلماني( CHP )و أنه عن طريقه تعرف على نادي روتاري الماسوني في تركيا و نال على إعجابهم و مباركتهم له لذكائه و فطنته !.
اعتبارا من عام/ 1971/م عين السيد كولن إماما وخطيبا في مساجد ازمير و منها ذاع صيته و ازدادت شعبيته لخطبه العاطفية المؤثرة جدا و لصوته المميز !.
في أواسط سبعينيات القرن الماضي بدأ السيد كولن بإنشاء مساكن للطلبة الجامعيين في المدن ﻹيواء الطلاب الفقراء مجانا القادمين من ولايات الأناضول المختلفة ، و افتتح مدارس لتحفيظ القرآن الكريم خصيصا للطلاب من الأناضول و بالأخص من الولايات العلوية مدعيا نشر المذهب السني ، و قام بجمع التبرعات من فاعل خير على شكل زكاة صدقات قرابين هبات نذر الخ !.
في ثمانينيات القرن الماضي بدأ السيد كولن بافتتاح مدارس داخل تركيا و خارجها تميزت بمهنية عالية جدا و تفوق ملفت للنظر، و بدأ التغلغل البطيئ والمدروس بعناية فائقة داخل سلك القضاء والأمن الداخلي والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني و في صفوف الأحزاب السياسية و بنسب قليلة جدا داخل الجيش لصعوبة ذلك !.
في تسعينيات القرن الماضي شجع السيد كولن على إنشاء صحافة قوية و فاعلة و وكالات أنباء وقنوات إذاعية و تلفزيونية تفوقت جميعا على مثيلاتها العلمانية بمهنية و براعة و بمصداقية ، كما شجع على دخول سوق المال و الأعمال و إنشاء بنوك و مؤسسات مالية كذلك بمهنية عالية جدا وبتفوق مميز !.
في عام/ 1999/م اضطر السيد كولن لمغادرة تركيا والاستقرار في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب دعاوى قضائية ضده برئ منها جميعا لكنه لم يعد لتركيا ابدا ولا زال هناك !.
خلال فترة عمله السيد كولن :
لم يؤيد أي حزب سياسي ذو طابع إسلامي قائلا : لا ينبغي للمسلم أن يتلوث بالسياسة !. لكنه كان يدعو أنصاره صراحة للتصويت للأحزاب الليبرالية تارة و تارة للأحزاب اليسارية .
لم يؤيد نضال المحجبات في صراعهن مع الحكومات العلمانية قائلا : الحجاب من الفروع .
لم يسبق له أن انتقد اسرائيل و لا في أية مناسبة على الإطلاق .
لم يؤيد الثورات العربية و لم يندد بمجازر جلادي سوريا و مصر و غيرهما .
لم يسبق له أن انتقد إيران في أية مناسبة .
في عام/ 2002/م لم يؤيد حكومة العدالة والتنمية الجديدة .
في عام/ 2007/م و لأول مرة في تاريخ نضاله أعلن دعمه للعدالة و التنمية .
السيد أردوغان الذي سعى إلى تطهير مؤسسات الدولة من الدولة العميقة ، لم يكن ليرضى عن دولة عميقة جديدة و لو بثوب إسلامي ، فالمجرم مجرم سواء أكان علمانيا أو إسلاميا !.
السيد أردوغان صبر عليهم حتى عرف نقاط الضعف و القوة عندهم ثم أعلن الحرب عليهم عام/ 2013/م عندما رأى نفسه عاجزا عن حكم الدولة بسبب اجراءاتهم الإجرامية من التدخل في كل شيئ صغير وكبير حتى أصبحوا حجر عثرة أمام تقدم تركيا ، في القضاء والأمن الداخلي و النقابات و المال والأعمال والصحافة جعلوا من أنفسهم خدما ﻷعداء تركيا حتى وقفوا داعمين للمنظمات الإرهابية !.
الحرب متواصلة معهم ، أردوغان تعهد قائلا : ﻷخرجنكم من جحوركم !.
معظم قادتهم المؤثرين الآن إما في السجون بانتظار المحاكمة أو فارين خارج البلاد ، و قليل منهم تاب بعدما صدم بعظم الجرائم التي يرتكبه ضد وطنه.
المصدر صفحة الكاتب عادل أوغلى