شبكة العاصمة اونلاين
اعتقلت الشرطة اليونانية أطفال سوريين وعاملتهم بطريقة عنيفة، بسبب اصطحابهم ألعاباً على شكل بنادق بلاستيكية، كان من المفترض أن يستخدموها في مسرحية للأطفال.
وقوبل الأطفال السوريين بمعاملة همجية من الشرطة، وتعرضوا لانتهاكات عنيفة كإجبارهم على خلع ملابسهم في مركز الاحتجاز، وتصوير أحد الضباط لهم وهم عراة بكاميرا هاتفته الخاص، وفقاً لما نشرته صحيفة اندبندت البريطانية 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكان الأطفال يحملون أزيائهم وبنادقهم البلاستيكية في حقيبة عندما ألقي عليهم القبض ظهر الثلاثاء الماضي 27 سبتمبر/ أيلول 2016، واقتيدوا من قبل 4 ضباط كانوا يقودون دراجات نارية وفتشوهم، ثم طلبوا عدم ضباط آخرين واقتادوا الأطفال إلى السجن.
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية فإن الأطفال السوريين أودعوا في مركز للاحتجاز بمدينة أومونويا، وكان بصحبتهم شابين أحدهما عمره 24 عاماً، والآخر يبلغ 21 عاماً.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشر ترجمته موقع “هافينغتون بوست إن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 12 و16 عاماً اعتقلوا لـ”الاشتباه في كونهم أعضاءً بجماعة مُسلّحة”، وتعرّضوا لاحقاً للاحتجاز والضرب وأُجبروا على التعرّي.
إساءة بدنية ولفظية
المحامية المدافعة عن الأطفال، إلكترا كوترا، أدلت بشهادتها عما قاله الأطفال بشأن سوء المعاملة التي تعرّضوا لها خلال احتجازهم؛ إذ قالوا إنهم تعرّضوا للإساءة اللفظية وأُجبروا على خلع ملابسهم من قِبل ضابطين.
وفي حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” كتبت المحامية أن “الأطفال أُخذوا إلى غرفة مُنعزلة من قِبل ضابطين شرطة، وهُناك طُلب منهم أن يخلعوا ملابسهم بالكامل، وعندما رفض اثنان منهما خلع ملابسهم الداخلية، مارس ضباط الشرطة عنفاً بدنياً ضدهم، بعدها استسلم أحدهم وخلع ملابسه، أما الآخر فواصل الرفض، ونتيجة لذلك؛ تم نزع ملابسه بالإجبار”.
وتابعت أن “طفلاً ثالثاً تعرَّض أيضاً لعنف بدني، حيث أُجبر على الركوع بينما كان عارياً، وطُلِب من أربعة آخرين أن يدوروا حول أنفسهم عُراةً أكثر من مرّة، لينال رجال الشرطة فرصة استعراضهم والنظر على نحو جيد إلى أعضائهم التناسلية”.
وقالت أيضاً في شهادتها إن “الطفل الأخير في الصف بدأ في البكاء وفي طلب أمه، ونصحه الآخرون أن يخلع ملابسه كي لا يتعرّض للضرب كذلك، وبعد ذلك طُلب منهم أن يرتدوا ملابسهم مُجدداً وقام الضباط بتصويرهم كل على حدة وكمجموعة، عبر هاتف محمول لأحد الضباط”.
وأضافت “لقد ظلوا محرومين من الحرية لأكثر من ست ساعات، بين بالغين من مُتعاطي المُخدرات ومُجرمين. أما بالنسبة للمياه، فقد نُصِحوا بالشرب مباشرة من مرحاض مركز الشرطة، وهو ما كان مُستحيلاً بسبب القذارة والرائحة، ولم يُسمح لهم باستخدام هواتفهم المحمولة لاستدعاء أولياء أمورهم”.
إدانات واسعة
وأدانت منظمات دولية أدانت سلوك الشرطة اليونانية، وتحدثت منظمة العفو الدولية(link is external) عن الحادثة التي أدانتها في بيان اطلعت عليه “السورية نت”.
وقالت إن “إساءة المعاملة المزعومة التي تعرَّض لها خمسة أطفال لاجئين سوريين قالوا إنهم احتُجزوا وضُربوا وأُرغموا على خلع ملابسهم من قبل الشرطة اليونانية بسب حملهم مسدسات ألعاب بلاستيكية في الشارع، تعتبر حادثة تثير القلق البالغ، ويجب التحقيق فيها بشكل سليم”.
وأضافت المنظمة نقلاً عن جون دالهويسن، مدير برنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية قوله إن “العناصر السخيفة لهذه القضية ينبغي ألا تصرف الانتباه عن الطبيعة الخطيرة والمقلقة للغاية للمزاعم الموجهة ضد أفراد الشرطة اليونانية المتهمين بانتهاك الحقوق الإنسانية للأطفال في الحجز أثناء فحص الهويات.”
وأضاف: “وإذا تبيَّن أن مزاعم الضرب وإساءة المعاملة صحيحة، فإن السلطات اليونانية يجب أن تكفل اتخاذ إجراءات جنائية، وتأديبية بحق مرتكبيها بحسب الأصول. كما ينبغي تفحُّص ما إذا كان العامل العنصري قد لعب دوراً في دفع أولئك الشرطة لإساءة معاملة الأطفال.”
موقف السلطات
رد السلطات اليونانية على الحادثة لم يكن متأخراً، إذ قال وزير الأمن العام في اليونان، إن النائب العام قد أُمِر بإجراء تحقيق جنائي في الحادث؛ لكنه قال إنه “لن يتم التسرع في الاستنتاج” في حين أن التحقيق لا يزال جارياً.
وقال في بيان له إنه “منذ اللحظة الأولى؛ تم توجيه الأوامر بإطْلاع النيابة العامة على تفاصيل الحادث، وفي الوقت نفسه بدأت الشرطة في التحقيق التأديبي”.
وأضاف البيان بحسب اندبندت أن “الوزارة تحقق في أي خرق للقانون والقواعد، وكما هو معهود؛ لن تُبدي أي رحمة بشأن أي انتهاك يجري إثباته، ولكنها لن تتعجل في الاستنتاج، في حين أن التحقيق لا يزال جارياً، فقد تسبب الأمر في مفاجأة هائلة، إذ إن المزاعم قد قُبِلت دون مُساءلة قيد التحقيق”.
ويعاني اللاجئون في الجزر اليونان أوضاعاً معيشية مزرية للغاية، وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قالت إن أرباب عائلات لاجئة في اليونان، بعثوا برسالة إلى السلطات تحدثوا فيها عن حياتهم الصعبة، حيث يعيشون مع الثعابين والأفاعي ويضطرون إلى شرب المياه الملوثة ما يتسبب بانتشار الأمراض بينهم.
وتقول السلطات اليونانية إنها شرعت في نقل لاجئين من جزرها إلى مناطق أخرى في اليونان أفضل حالاً، مشيرةً أنها ستبدأ بنقل الأشخاص الأكثر ضعفاً مثل كبار السن والمرضى.