الإمارات تمنع الحريات للبعض .. وتفتح مجال لآخرين!
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
عادل عبرة – رأي
في سابقة غير مفاجئة شكر رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” بعد زيارته لأراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، شكر الحكومة الإماراتية على منحها أراضاً “بالمجان” لبناء معبد هندوسي بإشراف الدولة الهندية.
وجاء في تغريدة “مودي” ما نصه: “ممتن جداً لقرار دولة الإمارات العربية المتحدة تخصيص أراض لنا لبناء معبد في أبو ظبي”، معتبراً أنه هذه الخطوة: “كبيرة”، علماً أن هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي منذ عام 1981.
وقد يتساءل البعض عن سبب هذا الكرم الإماراتي غير المعهود في مجال الحريات، فدولة الإمارات تعتبر من أشد المحاربين للإسلام السياسي ومن أول من حظر تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، كما أنها تضع تنظيمات سورية كثيرة سواءً كانت إسلامية أو من الجيش الحرّ على قوائم الإرهاب، حتى أنها وضعت على قوائمها التي تجاوزت الـ 150 بنداً كتائب تابعة لقيادة الأركان فيما مضى.
لكن وكالة الأنباء الرسمية ألمحت إلى المصالح المتبادلة بين الدولتين، فالإمارات تعتبر زيارة “مودي” استراتيجية تصب في مصلحة الإمارات وتفتح فرصاً لمزيد من التعاون “الأمني” مع الهند، وتراها شريكة في محاربة “المتشددين” بحسب وصف الوكالة الإماراتية.
كما أخذت الحادثة صداً كبيراً على موقع التويتر، فالوسم (#بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي) ضمّ أكثر من 25 ألف تغريدة، كانت أغلبها من الخليجين المعارضين للفكرة، إلا أنّ بعض المغردين ولاسيما الإمارتيين منهم رأوا أن الموضوع يندرج في باب الفتح السياسي من قبل حكومة أبو ظبي، التي تفسح المجال لكل الناس بممارسة شعائر دينهم بحسب رأي حمد المزروعي (المقرب من دوائر الحكم في أبو ظبي)، فالمزروعي يرى المعبد الهندوسي المقام من “مظاهر عزَ الوطن” ومظهر كبير من مظاهر السماحة والمحبة التي تتسم بها الإمارات العربية المتحدة.
غير أنّ وجهات نظر المغردين المعارضين للفكرة رأت الموضوع من باب “استقدام الأديان” وتطبيع المجتمع بأديان غريبة عنه بهدف سلخه نهائياً عن دين الإسلام،
الغريب في المسألة أن المعابد الهندوسية منتشرة في مدينة دبي، وأقيم أولها منذ ما يقارب القرن في منطقة الخور في دبي القديمة، إلا أنه تغريدة “مودي” العلنية هي التي سببت كل هذا الصخب الجديد رغم تكرار الحالة، ناهيك عن كون الحكومة الإماراتية هي من تبرع بالأرض لصالح المعبد الهندوسي.
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة حظرت منذ فترة معاهد التحفيظ الشعبية، وشددت على محتويات مناهج التعليم وخصوصاً التربية الإسلامية، كما مولت حروباً على بلاد إسلامية كـ “مالي” و”الصومال” ودعمت الانقلاب في “مصر” و”ليبيا”، كذلك يتهمها الكثيرون بالوقوف ضد ثورات الربيع العربي وخصوصاً الثورة السورية، فكثير من نشطاء الثورة الموجودين في الإمارات طالتهم عقوبات سجن قضائية وصلت لعشرين سنة.
الجدير بالذكر أن “مودي” رئيس الوزراء الهندي يعتبر من أشد السياسيين الهنديين المناهضين للإسلام في بلاده، ويعتبر مسؤولاً عن حملات عنف موجهة ضد المسلمين هناك.